يا قائد الأمة

فخور بك الأمة  لن تنس جهدك

ستطلع الشمس لن تغرب بعدك

فمن على الأرض هزم الصهاينة

ستذكر الأمة ، لن تخلف وعدك

فهل من زعيم مثلك يسرى السبيل

بدون ذعر و يأس ، سينجح جندك

أنت صبغت الأرض بلون الأحمر

فى تحرير الأقصى ، سيشهد جسدك

سلام الله عليك يا بطل فلسطين

لاييأس الجيل بعد أن هو فقدك

أدامك رب الكون تحت ظل عرشه

لن تنطفئ الشمعة اضأت بيدك

المسافِر راح

ياضِيّاع أصواتِنا في المَدى والرّيح..
لكنّه الشّوق، أحيانا نُنادِي ونُلوّح رُغم اللّاجَدوى، تُعشّشُ إلى الآن في ذاكِرتِي طرِيقَنَا الطّويل وسيّارَة المرسِدس التي تُجابِه رِيح الأجواء وصَمت الظّهيرة، تمضِي سَريعة سُرعة لا تسمح لي بالتقاطِ كلّ الصور التي أراها وأنا أُسنِد رأسي للنّافِذة، وحدَها المُوسيقى تمشِي الهوينا، وحدَها كلمات راشِد الماجِد وهو يطلُب المُستحيل تَعلَقُ بالذّاكرة: لا تلوح للمسافر!
أحبّ المرسدس190 إلى الآن، وأحبّ أبو بكر سالم وَالْمُسَافَر، لَم أنسَ الأسفَار كنتُ أحبّها في صميمِ الصّيف، وفي ظلّ الشّتاء، يَمزحُ أخِي يُقلّد لهجة الماجِد الخليجية الگيتار فاتنا! يقصِد أخي القيثارة ويقصِد راشد الماجد القِطار، أمّا أنا لا أخشَى شيئا أن يفوتني، ظِلال عمَامة سوداء تُطوّقُ مخاوِفي، يصمُت أبِي لا يتحدث كثيرا في الطّريق، أورَثنِي تِلك الصّفة، السّفرُ للتأمّل !كيفَ لِمن ينام أو يثرثر كثيرا أن يُدرِك لُغة الطّرقات، الذين يصمتون تهبهم الأرض فُرصة لمسِ السّراب!…يُصمّمُ راشِد على طلباته المُستحيلة :لاتنادِي للمسافِر!
ويستمّر سفرنا الطّويل، تتصاعدُ أحيانا طقطقة حبّات السُّبحة، لا يكفّ عن الذّكر، أعرِف أنّه لَم ينَم، نصِل المدينة الأخرى أحيانا مع حلول الظّلام، يكون أبو بكر سالِم حينها مُستعدّا لبِداية غناء ما يهزك ريح يا مركب هوانا، في ما يتناسب وجوّ المدينة الأخرى من نَسمَات بارِدة ومراكِب البَحر وتلويحات صيّادٍ ما…
لا أسمَحُ للكلمات أن تخرُج من ذِهني، وإن غادَرت ألحانها مُسجّلَ السّيارة، أثبِت عيناي جيّدا في زجاج السّيارة البارِد، وأتخّيلُ سفَر العُيون، لمّا كانت لِي عُيُون …!أتأمّل وأتخيّل حتّى تنام أنوار الشّوارع…

سَافَرَت كلَ الأشياء على حِينِ غَفلَة منّا، توالى المُسافِرون تِباعا، أبِي والمرسدس وكاتِب الأغنية بَدر، الأغنية ذاتها ارتدت جناحا وطَارت…استطَعتُ أن أدرِك معنى رَحيل العُيون، لمّا كانت لي عُيون…لم أعُد أتأمّل الطّرقات، وأغنيات الطّريق مهما علا صوتُها تظلّ خافِتة في أذنِي بِلا صوت، صامِتة كلّ الأشياء، لا تلوح للمسافِر، لاتنادِي للمسافِر، كانت صادِقة…كانت الكلمات حينها أعمَقَ منّي، كنتُ أخاله القِطار أو مزحة أخي الگيتار! كُنت صغيرة تتسلّقُ خُيوطَ الزّمَن لكي تَهِيم في المَعانِي، ومَضى القِطار الذي حين مَضَى خطَف معَهُ الأمَان، وأفِلت بعد رحِيله النّجوم وتبخّرت الأطياف، قال راشِد وانطَفَا ضيّ الحُرُوف، أهرُب مِن كلِماتِه لِكي لايُدرِكني ظلامُ الشّوارِع، أنا لا قنادِيل عندي أهتدِي بِها لكي أستحضِر طيفَه سِوى الحُروف، أنا التي خبّأتُ أبِي في ورقة …

الهوية والطوفان
تحيةٌ فلسطينيةٌ من الأعماق إلى جبهاتِ المقاومة والإسناد

لم يقف معنا سواهم، ولم يقاتل إلى جانبنا غيرهم، ولم يؤيدنا في حقنا ويساندنا في مقاومتنا إلا هم، ولم يتحمل معنا تبعات المقاومة ونتائج القتال بحقٍ أحدٌ مثلهم، وكانوا أسبق الناس إلى نصرتنا، وأسرعهم إلى مساعدتنا، وألهفهم علينا، وأصدقهم في تحالفهم معنا، وأنبلهم في وقوفهم إلى جانبنا، في وقتٍ انحطت فيه القيم، وانتكست الأخلاق، وغابت الفضائل وتراجعت الشمائل، وعزَّ فيه النصير وقلَّ الصديق، ونذر الوفاء وانعدم الرجاء، وتخلى عن نصرة الحق الأخُ والشقيق، وتحالف مع العدو القريبُ والبعيد.

إنهم فئةٌ من الأمة قليلة، وثلة منها مباركة، وجماعاتٌ مختارةٌ، آمنت بربها وصدقت وعدها، ووفت بعهدها، والتزمت كلمتها، وكانوا أهل شهامةٍ ونبلٍ، وأصحاب مروءةٍ وشرفٍ، إذ انبروا منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة إلى حمل السلاح وفتح الجبهات، وبادروا العدو بالقتال، وقاوموه بالفعل، وأعلنوا أنهم جبهاتٌ مساندة، وقوى رديفة، تقاتل إلى جانب الفلسطينيين ومعهم، وتساندهم في حقهم وتدعمهم، فأوجعوا العدو وشغلوه، وناوشوه وقاتلوه، ومن قريبٍ وبعيدٍ قصفوه، وبالمزيد هددوه، وبالشواهد أرهبوه، وبالكثير من الأهداف قيدوه، وبالقرار الحاسم خيروه، فإمَّا وقفاً للعدوان على غزة، أو يتحمل وحده تبعات الحرب ونتائج القتال وفتح المزيد من الجبهات.

إنه لبنان ومقاومته الإسلامية، وجبهة جنوبه الجامعة، التي اتسع قوسها للرماة الصادقين من كل الجهات، وتزينت سماؤها بالصواريخ من كل الجماعات، فكانوا إلى جانب حزب الله الذي لم يتأخر في موقفه، ولم يستشر في سياسته، ولم يتردد في قراره، ولم ينتظر رأياً لأداء واجبه، إذ أعلن منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أنها معركة الأمة التي تستوجب النفير العام والنصرة الممكنة، وهي حربٌ بين الحق والباطل، وأن العدو يجب أن ينكسر فيها، وأن المقاومة يجب أن تنتصر في غزة وفي كل مكان، ووعد صادقاً أنها ستبقى صامدةً ولن تهزم، ولن ينال منها العدو وعليها لن ينتصر، وما زال على أرض المعركة ثابتاً يقاتل، لم يتعب رغم طول الحرب، ولم ييأس رغم عظم تضحياته، ولم يتراجع عن موقفه الأول، أنه مع غزة حتى تضع الحرب أوزارها، وينهي العدو عدوانه عليها وينسحب منها.

ربما تكون الجبهة اللبنانية هي أكثر الجبهات سخونةً، وأكثرها عطاءً، وأعظمها تضحيةً، وأخطرها على العدو، وأشدها على حلفائه، وأصدقها موقفاً وأثبتها سياسةً، وأصبرها على القتال، وأقدرها على مواصلة الإسناد، وقد طالها الكثير مما طال أهل قطاع غزة، تدميراً وخراباً وقتلاً ونزوحاً، وقدم حزب الله خلالها العشرات من خيرة رجاله، وأفضل قادته، ونخبة مقاتليه، وأكثرهم تميزاً في الميدان واختصاصاً في الحرب والقتال، ورغم ذلك فهو يعض على الجراح، ويصبر على التضحيات، ويصر على مواصلة القتال، حتى يرى قطاع غزة حراً عزيزاً، محرراً مطهراً لا وجود فيه لجنود العدو، ولا قدرة له على تهديده أو قتاله. 

وعلى ذات الدرب كان اليمن السعيد، الشقيق المخلص البعيد، الذي ننتمي إليه نسباً ونتشرف به أصلاً، الذي رغم الجوع والحرمان، والعدوان والحصار، وشظف العيش وَمُرَّ الحياة، فقد أَصَرَّ أن يكون له في هذه المعركة سهمٌ يباهي به ويتفاخر، ويلاقي به ربه عز وجل ويتواضع، وينافس به إخوانه ويتسابق، وأبى رغم جراحه وكثرة همومه إلا أن ينصر فلسطين وأهلها، وأن يساند المقاومة ورجالها، وأن يكون إلى جانب غزة وأبنائها، ولم يبالِ بما قد يصيبه أو يلحق به، فقد وَطَّنَ نفسه على تلقي الضربات، وتحمل الأعباء، ومواجهة الأعداء، وصبر على عدوان بريطانيا والأمريكان، واحتسب عند الله عز وجل نتائج الغارات وتبعات العدوان.

وغير بعيدٍ من فلسطين انتظمت المقاومة العراقية وتعاهدت، وتظافرت جهودها واتسقت، وأصرت أن تعيد مجد العراقيين وأن ترهب الإسرائيليين، الذين لم ينسوا بأس العراق، ولم تشف جراحهم من جبهات قتاله في فلسطين ضدهم، ولم يستطع الزمن أن يمحو آثارهم، فتنافست مجموعاته وتسابقت كتائبه، كلها تريد شرف المشاركة وفضل السبق، فأطلقت صواريخها وسيرت مسيراتها، وأعدت المزيد ليوم كريهةٍ آخر، يوجع العدو ويؤلمه، ويترصده ويصدعه، ولعلها لا تخش ردة فعله ولا انتقام حلفائه، ولا تبالي بغضبة أمريكا ولا ردة فعل أتباعها، التي لا يروق لها فعل أهلها ولا غيرة رجالها.

ظن العدو وحلفاؤه أن محور المقاومة وهمٌ، وأن وحدة الساحات خيالٌ، وأن جبهات الإسناد سرابٌ، وأن أحداً لن ينصر الفلسطينيين أو يقف معهم، أو يقوى على مساندتهم ويستطيع مساعدتهم، وأنه سيتمكن منهم وسيستفرد بهم، وسيحقق ما يريد، وسينال منهم ما يتمنى، ظناً منه أن الفلسطينيين باتوا وحدهم، لا ناصر لهم ولا سند، ولا معين لهم ولا شريك معهم، وأنهم أضحوا ضعفاء لا حول لهم ولا قوة ، وعاجزين فلا قدرة لديهم ولا حضن قريب عندهم.

لكنهم فوجئوا بأن وحدة الساحات حقيقة، وأن جبهات الإسناد صادقة، وأن قوى المقاومة حاضرة، وأن بأسها شديدٌ، وفعلها مؤثر، وقدرتها على الثبات والمواصلة، والاستمرار والتطوير كبيرة.

خالص التحية والتقدير باسم المقاومة في فلسطين، وأهلنا في غزة وعموم الفلسطينيين، إلى قوى المقاومة التي ساندتنا وأيدتنا، ووقفت معنا وساعدتنا، ولم تتركنا وحدنا ولم تتخل عنا، وأعادت بمواقفها عملاً لا قولاً، للإسلام إخوته، وللعروبة تضامنها، وللجيرة نخوتها، وللحلفاء صدقهم، وللمقاومة جديتها ومصداقيتها، وإخلاصها وولائها، حماها الله وأيدها، وحفظها ورعاها، ووسع قوسها وفتح إطارها، وجعلها جنداً للتحرير، وذخراً للأمة. 

الابتزاز العاطفي

“لو كنت تحبني لفعلت كذا وكذا من أجلي” هي عبارة رخيصة يستخدمها أصحاب النفوس المريضة من أجل الحصول على كل شيء وعدم خسارة أي شيء. يرجع ذلك إلى الطفولة نظراً لأن أحد الوالدين يستخدم عبارات مثل “افعل ذلك من أجل أن أحبك”، “لو فعلت كذا سوف أحبك”، “لو فعلت كذا ستسعد أباك”، “لو فعلت كذا ستفرح والدتك”. جميعها عبارات ابتزاز عاطفي يستخدمها الوالدان لكي ينفذ الطفل ما يأمرانه به، دون أن يعلمان عواقب تلك العبارات عليه حينما يكبر في علاقاته الشخصية في تكوينها ومفهومها. نتاج ذلك، تترسخ تلك العبارات في دماغ الطفل ويشب على هذه العقلية.

وإليكم بعض أنماط الابتزاز العاطفي:

النمط الأول:

البعض يترجم العاطفة والمحبة حسب هواه؛ على سبيل المثال: “أليس أنكِ تحبينني؟ إذن تنازلي قليلاً عن طموحكِ، أليس أنكِ تحبينني؟ ابتعدي عن كل أهلكِ وأحبائكِ وابقِ معي، أليس أنكِ تحبينني؟ اتركي كل ما تحبينه من أجلي.”

– “لكنني لا أستطيع فعل ذلك.”

– “إذن أنتِ لا تحبينني، لأن لو كان في قلبك ذرة حب، لكنتِ فعلتِ ما أحب.”

– “حسناً، سأبتعد.”

– “أرأيتِ؟ أنتِ لا تحبينني، لو كنتِ تحبينني، لكنتِ تحملتِ كل شيء من أجلي، لو كنتِ تحبينني، لكنتِ تحملتِ عصبيتي وتنازلتِ عن طموحكِ وابتعدتِ عن كل أحبائكِ وجعلتني محور حياتكِ وتخلّيتِ عن راحتكِ من أجلي. لكنكِ لا تحبينني؛ غالباً أنا اخترت خطأً، لأن من يحب يتنازل ويسامح بلا حدود ويتحمل، لكنني أرى أنكِ لا تمتلكين أي شيء يدل على أنكِ تحبينني.”

النمط الثاني:

تعالي نذهب إلى المكان الفلاني أنا أحبه، تعالي نسافر إلى المنطقة الفلانية أصلي أحبها، ارتدي هذا الأسلوب لأني أحبه، وهكذا كثيرًا… من أنماط الابتزاز العاطفي. من خلال تلك البوابة تجد نفسك تفعل كل ما يحبه ويريده الطرف الآخر، ولا يفعل هو أي شيء من أجلك، وتفقد أنت هوايتك وتصبح نسخة مما يريده هو. إذا كنتِ/كنتَ تقابل هذا النمط في حياتك، فللأسف أنت تستغل باسم الحب.

سؤال:

لماذا لا تعكس الأمر عليه؟ إذا كنتَ تحبني، لماذا لا تتنازل عن شيء أو آخر لأجلي ولأنك تحبني؟! لماذا يجب عليَّ أنا التنازل دائمًا وأنت لا تتنازل عن أي شيء؟! لماذا يجب أن أكون أنا الشخص المضحي والمتهاون في حقوقه من أجل الحب؟! لماذا لم تفعل أنت شيئًا من أجلي؟ الحب أسمى من كل تلك الادعاءات. الحب هو أن أحترم مساحتك الشخصية، أن أتفهم طموحاتك وتطلعاتك. الحب هو أن أفهمك وتفهمني، أن أتنازل من أجلك وتتنازل من أجلي؛ كما يقولون: كل مفعول مردود، فما تحب أن أفعله معك افعله معي كي يعود لك. العطاء متبادل، لا يوجد ما يسمى بالتنازل والتضحية في قانون الحب. إذا كنتَ تهواني، اقبلني كما أنا حتى وإن كان غير متناسب معك. لم يكن هذا أبدًا هو الحب؛ قبل أن تفصحوا عن مشاعركم لمن تحبون، تعلموا في البداية كيف يكون الحب. الحب يقوي، لا يضعف، الحب يقدم، لا يؤخر. اجعل قلبك وعقلك في الحب كالصنارة؛ القلب كالخطاف العالق في الخيط، والعقل هو العصا التي تتحكم فيها. كلما اجتر قلبك وراء الوهم، أنجاه العقل بسرعة الرد حتى لا تُستنزف عاطفيًا.

في سبات؟

أين أنتم يا (أهل الكرم)؟
واسمحولي على العبارة…
في غزة تُرْبَط على البطون الحجارة
آه من قضية…..
يرى العالم الخوض فيها خسارة
في سبات؟! …
او منغمسون في اللهو ودق الطول وعزف الاوتار؟!
قضيتنا ليست مسرحية تعرض وتنتظر إنزال الستارة
غزتنا تنتظر رجالا أحرارا …..
غزتنا تنتظر من يفك عليها الحصار
جعنا وعطشنا و إخواننا في النعيم سكارى
جعنا وعطشنا و إخواننا موائدهم
مشاوي و عصائر و خضار
جعنا وعطشنا
فأمعاؤنا صارت خاوية صفّارة
آه من إنسانية مزيفة غدارة ……
شهداؤنا رابحووووون عند الله هم أخيارا
غزتنا تناديكم تناجيكم …
فهل من مجيب؟ فنحن نتجرع المرارة
باسم العروبة نقاضيكم
لانكم لم تأخذوا قرارا
باسم الانسانية نناديكم
نريد عمرا و إعمارا
ففي غزتنا الحرب تزداد نارا
و أساليب الإبادة تزداد قذارة
صامتون.. ناقمون ..صابرون مرابطون.. محتسبون ….
فوالله فوالله …..
نحن مجرد طعم في صنارة…..
شهداؤنا فداء للأقصى……
تعطر السماء وتزيدها أنوارا
وشكوانا الى الله …
هو سبحانه من يغير الأقدار.

هائية المصطفى

نَأسو علي طللٍ، راحت لياليهِ

عشنا الهوي ألقاً، والذِكرُ يبقيه

عاد البُكا عِوضا عن لَحظِ أعينهم

أَمِنْ طبيب هنا، بالقرب يشفيه؟

لا غادرتْ سَقَمي، بالهجر تنشره

ولم يَعُد أملا في البعد يُحييه

تمشي بنا للهوى ذكري تُبَاغِته

ترنو لنا – هكذا- بالدمع تَسقيه

تضنُ بالبسماتِ، البخل يقتُلني

أَرنو لها شَذَرا، بالدمع تشقيه

مِن جهلها سألتْ عن سر دمعتنا

العشقُ يُوجعُنا والشوقُ تَالِيه

هل آثرَتْ شَجَني أحيا صبابَتَه

أم آثَرتْ حَزَنِي، بالهُزْءِ تَرْميه؟

أَبْكي علي طللٍ قد راح عُوّدُه

قد آثروا شجنا، ما اللهُ راضيه

قد أوعَدَتْ كلّ رَكْبٍ عندها كَذَباً

حُلوَ اللسانِ، شَهِيَ الوِرْدِ تَسقيه

وَبعدَ عَهْدٍ، فما أَوْفَتْ لنا طَمَعَا ً

قد خَاصَمَتْ سَرَفَا، بالبين تُشقيه

يالائمي في الهوي، اُنْظُرْ حُشَاشَتَه

هذا رسولٌ مضتْ القومُ تَبْغِيه

بالذكرِ جاءَ فلا لحنٌ ولا خَطَلٌ

بالذكر جاء، فلا قولٌ تُمَارِيْهٍ

رسولُ حبٍ بَنَى والمجدُ رابيةٌ

حتى دَنَا المجدُ عنقودا يُلاقيه

لا يلبسُ الحقَ ثوبا كنتَ تَخْلُقُهُ

وقولُ زورٍ بدا، أَني خَوَافِيه

عَزً الصحابُ، جميعُ الخلقِ نافلةٌ

قد قمتَ فردا، بلا صَحْبٍ تُناجيه

قالوا رسول سرى بالليل يُعْجِزُنَا

هل صُدّقَ الحقُ، تُرجي معانيه؟

قالوا رسول أتى بالهدم أوعدنا

بل هكذا قَصص والحَقُ ينفيه

تزداد حِلما، فيزدادونَ من بَلَهٍ

ويَمْنعونَ عَطاءً أنتَ مُزْجْيه

فلا دعوتَ عليهمْ مثلهمْ أبدا

ولا جَهِلتَ كما شاءت بَوَاغِيه

قد حاولوا في كتابِ الدُرِ يُعْجِزُهُمْ

هل جادلوا في كتابٍ أنتَ مُنْشِيه؟

قالوا كَذَبَتَ، وطاروا منكَ سُخريةً

قالوا لَحَنْتَ، فكيفَ العشقُ يَفنيه

ثاروا عليكَ، كأنّ القومَ أوديةٌ

ثوارُ أفكٍ، كأنّ الحقَ تَشْريه

وأنت دُرتُهم، في عِقدهم علمٌ

وأنت قائدُهُم، يا أمة تيهي

سبوا النبي، فباءوا حسرةً سكنتْ

رُدتْ إلي النحرِ، يَسْري سُمُهَا فيه

قد أنكروا نسبا، من نسلهم حسدا

قد أنكروا نسبا الناس تَبغيه

للكونِ شمسٌ، أضاءتْ فجرَه ألقاً

أقمارُ ليلٍ دجى، والنجمُ راعيه

في قولك الحقُ ، تُعطي مثلُه مَثَلا

في قولك الصدقُ، من يرجو تعاطيه؟

ما كنتَ تأتي به خِزيا تُداهنهمْ

ما كنتَ تأتي به حقدا فَتُزْجيه

نامتْ عيونهُمُ عن صيدِ دَانيةٍ

لو أدركوه، فلا بلّغتَ قاصيه

قالوا سحرتَ عيونَ القومِ قاطبةً

أجلْ سحرتَ عيونَ الكونِ تَهْدِيه