انكســــــــــار

حبك‭ ‬أعماني‭ ‬فعدت‭ ‬الكفيف‭ ‬الساعي

أيرضيك‭ ‬حالي‭ ‬أم‭ ‬على‭ ‬أشواقي‭ ‬و‭ ‬هيامي

تحلو‭ ‬لنغمات‭ ‬هواك‭ ‬موشحات‭ ‬جروح‭ ‬فؤادي

فابتهجي

ما‭ ‬عدت‭ ‬الولهان‭ ‬المتيم‭ ‬و‭ ‬الحبيب‭ ‬الغالي

بعدما‭ ‬تربع‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬هواك‭ ‬عاشق‭ ‬ثاني

شكرا‭ ‬لمن‭ ‬أزاحني‭ ‬عن‭ ‬عرش‭ ‬قلبك‭ ‬السادي

انشري‭ ‬الفرحة‭ ‬في‭ ‬فؤاد‭ ‬الحبيب‭ ‬الثاني

اغدقي‭ ‬عليه‭ ‬الهيام‭ ‬اكواما‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬ثواني

توجيه‭ ‬بتاج‭ ‬سراب‭ ‬حبك‭ ‬اياما‭ ‬و‭ ‬ليالي‭ ‬ليعاني

فابتهجــي

لا‭ ‬أعلم‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬مثلي‭ ‬أم‭ ‬مثلك‭ ‬ظالما‭ ‬و‭ ‬جاني

أنا‭ ‬عزائي‭ ‬لقلبي‭ ‬الجاني‭ ‬في‭ ‬أيامي

مما‭ ‬ضاع‭ ‬وراء‭ ‬سراب‭ ‬هواك‭ ‬الجاني

شكرا‭ ‬لمن‭ ‬حررني‭ ‬من‭ ‬قيدك‭ ‬السادي

فاغضبي‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬أسير‭ ‬حرر‭ ‬بجاني

لا‭ ‬فرحك‭ ‬يلهيني‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬غضبك‭ ‬يرهبني

ذكراك‭ ‬ألقيتها‭ ‬في‭ ‬جمرك‭ … ‬فارتاحي

لا‭ ‬عودة‭ ‬اليك‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬ذكرى‭ ‬لهواك‭ ‬الجاني

انشري‭ ‬غضبك‭ ‬اليوم‭ ‬فى‭ ‬حبك‭ ‬الثاني

ابتهجهي‭ ‬فرحا‭ ‬بأسيرك‭ ‬الحبيب‭ ‬الجاني

العلاقة المفتوحة (Situationship): كيفية التعامل عندما يكون الالتزام والارتباط غير واضحين

هل هي علاقة راسخة في الحب، أم علاقة مؤقتة تهدف إلى إشباع الشهوات النفسانية؟

أنت تعيش حاليًا في عالم العلاقات المفتوحة، وهو مصطلح جديد أصبح حديث الناس ومثار جدل واسع على مستوى العالم، خاصة في بقاع أوروبا. في هذا النوع من الترتيبات، قد تشارك أنت وشريكتك تجارب ممتعة تشبه تلك التي يعيشها الأزواج؛ كالدخول في علاقة جسدية حميمة والمشاركة في أنشطة مشتركة. ومع ذلك، فإن السمة المميزة الرئيسية للعلاقات المفتوحة هي غياب الالتزام الرسمي الذي يربطكما ببعضكما البعض. في مثل هذا النوع من العلاقات، يتمتع كل منكما بحرية متابعة رغباته واهتماماته الفردية دون قيود الالتزام. يمكنك أن تمارس حياتك الخاصة كما تشاء، وأن تستكشف علاقات أو فرصًا أخرى، بينما تملك شريكتك الحق نفسه في اتباع مسارها الخاص دون الشعور بضرورة إعطاء الأولوية لعلاقتكما فوق كل شيء آخر.

ما هي العلاقة المفتوحة؟
يمكن فهم العلاقة المفتوحة على أنها ترتيب رومانسي لا يلتزم بالتعريفات أو التسميات التقليدية المرتبطة عادةً بالعلاقات الملتزمة. يشمل هذا النوع من العلاقات جوانب متنوعة، مثل الحميمية العاطفية، والتفاعلات الجنسية، والأنشطة المشتركة، مع مستوى أقل من الالتزام مقارنة بالعلاقات التقليدية.

ببساطة، تتيح العلاقة المفتوحة للأفراد التمتع بمزايا التواجد في علاقة، مع الحفاظ على حرية العزوبية في الوقت نفسه. كما توفر مساحة للشركاء للتواصل بعمق، مع إمكانية الانخراط مع الآخرين أيضًا، مما يسمح بتحقيق توازن بين المودة والاستقلالية بطريقة تتناسب مع رغباتهم الشخصية وأنماط حياتهم.

ملامح العلاقة المفتوحة وخصائصها:
إذا كنت تتساءل عن كيفية تحديد وإدراك أن العلاقة تندرج ضمن فئة العلاقة المفتوحة، فهناك العديد من الخصائص المميزة التي يمكن أن تساعد في توضيح هذا النوع من العلاقات. يُعد فهم هذه الميزات أمرًا ضروريًا لاكتساب نظرة أعمق على ديناميكيات وطبيعة العلاقات المفتوحة.

من خلال دراسة هذه السمات، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل ما يحدد العلاقة المفتوحة وكيف تختلف عن الترتيبات التقليدية كالزواج الأحادي. لا يقتصر هذا الفهم على تحديد عناصر هذه العلاقات فحسب، بل يعزز أيضًا منظورنا العام حول الطرق المختلفة التي يمكن للناس من خلالها المشاركة في شراكات رومانسية وجنسية. وتتميز هذه العلاقة بدرجة كبيرة من الغموض وغياب القيود. في ظل هذه الديناميكية، يبرز نقص الحوار المفتوح حول الأسئلة الأساسية المتعلقة بهوياتنا وأدوارنا. لا تُجرى محادثات تهدف إلى توضيح من نحن كأفراد ضمن هذه العلاقة. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد توقعات ثابتة تحكم التفاعلات بين الطرفين، ولا توجد حدود واضحة المعالم ترسم المسافة بينهما. يمكن أن يؤدي هذا النقص في البنية إلى حالة من الارتباك، حيث قد يتنقل كلا الطرفين بين مشاعرهما وسلوكياتهما دون وجود فهم متبادل للمصطلحات التي تشكل العلاقة. وبغياب هذه المناقشات، قد يجد الطرفان أنفسهما غير متأكدين من مواقفهما ومسؤولياتهما، مما قد ينتج عنه اضطراب عاطفي وسوء فهم. في نهاية المطاف، يؤدي غياب الوضوح والقيود في هذه العلاقة إلى خلق مشهد تكون فيه التوقعات سائلة، بينما تبقى التعريفات الشخصية بعيدة المنال. 

وفقًا للدكتور رومانوف، فإن غياب الانسجام والاتساق في علاقتك يعد مؤشرًا هامًا على أنك منخرط في علاقة مفتوحة. يمكن اعتبار هذا الافتقار إلى التوافق والتفاهم المتبادل بين الشركاء بمثابة علامة تحذير حاسمة. ويشير إلى احتمال وجود مشكلات أساسية أو سوء فهم لم تتم معالجته، مما قد يؤدي إلى مشاعر الخلاف والانفصال.

في جوهر الأمر، عندما يفشل الشركاء في تحقيق الشعور بالوحدة والتماسك في مشاعرهم وأفعالهم، يمكن أن يشير ذلك إلى التعقيدات والتحديات المرتبطة غالبًا بالتعامل مع ديناميكيات العلاقة المفتوحة. قد يظهر هذا التنافر بطرق مختلفة، مثل اختلاف التوقعات، أو المسافة العاطفية، أو الرغبات المتضاربة، وكلها يمكن أن تقوض أساس الثقة والحميمية، وهما عنصران حيويان لأي شراكة ناجحة. وبالتالي، فإن التعرف على هذه التناقضات ومعالجتها أمر بالغ الأهمية لفهم الطبيعة الحقيقية لعلاقتك والآثار المحتملة لبنيتها المفتوحة. في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى غياب واضح لأي مرجعيات أو اعتبارات تتعلق بالمستقبل. عادةً، عندما يكون الأفراد في علاقات ملتزمة، فإنهم غالبًا ما ينخرطون في مناقشات حول مستقبلهم معًا، ويفكرون في جوانب مثل تطلعاتهم المشتركة، وتنظيم الأسرة، والطرق التي يتصورون بها حياتهم تتكشف بمرور الوقت. تشمل هذه المناقشات مجموعة واسعة من المواضيع، بدءًا من الأهداف المهنية والتخطيط المالي، وصولاً إلى الرغبة في إنجاب الأطفال وديناميكيات الحياة اليومية كزوجين.

ومع ذلك، في حالة العلاقات المفتوحة، يبدو أن هذا الميل للمناقشة والتخطيط للمستقبل قد تضاءل بشكل كبير أو غاب تمامًا. قد يعطي الأفراد المنخرطون في علاقات مفتوحة الأولوية للحاضر واستكشاف علاقاتهم مع الآخرين، مما يؤدي غالبًا إلى نقص الحوار حول الأهداف أو الالتزامات طويلة المدى. نتيجة لذلك، فإن غياب المناقشات الموجهة نحو المستقبل في العلاقات المفتوحة يمكن أن يخلق ديناميكية فريدة، حيث يتحول التركيز بعيدًا عن التوقعات التقليدية ونحو التجارب المباشرة وتحقيق الذات. يثير هذا الاختلاف أسئلة مثيرة للاهتمام حول طبيعة العلاقات والقيمة المعطاة للتخطيط المستقبلي ضمن أطر علائقية مختلفة.

يتمحور أساس علاقتك حول الشعور العميق بالراحة والموافقة المتبادلة. على عكس العلاقات التقليدية، حيث قد يعطي الأفراد أولوية عالية لبعضهم البعض ويسعون جاهدين لقضاء الوقت معًا، فإن علاقتك تعمل بشكل مختلف. بدلاً من البحث المستمر عن بعضكما البعض أو بذل قصارى جهدكما لوضع الخطط، طوَّرتَ أنت وشريكك ديناميكية تتيح العفوية والسهولة. غالبًا ما تسترشد تفاعلاتكما بالرغبة في خلق تجارب ممتعة في الوقت الحالي، بدلاً من الالتزام بجدول زمني صارم أو تحديد توقعات مسبقة. يعزز هذا النهج جوًا مريحًا حيث يمكن لكل منكما أن يشعر بالراحة، مع العلم أن العلاقة تزدهر على الفهم المشترك لاحتياجات كل منكما وحدوده. بهذه الطريقة، يتميز الاتصال بينكما بالتدفق الطبيعي والمريح، مما يتيح لكما التعامل مع بعضكما البعض بناءً على الظروف الحالية والاستعداد المتبادل، بدلاً من أي ضغوط خارجية أو التزامات إلزامية.

إيجابيات وسلبيات العلاقة المفتوحة:

هناك العديد من الإيجابيات والسلبيات لعلاقة مفتوحة التي يجب معرفتها عند الخوض في هذا الموضوع. إليكم بعضًا منها:

الجانب الإيجابي للعلاقة المفتوحة:

  • أكبر فائدة لهذا النوع من العلاقات هي أنه لا توجد أية مسؤوليات سوى في حدود قصيرة. في الحقيقة، العلاقة المفتوحة تستهلك قدرًا كبيرًا من الطاقات العاطفية، بينما لا يحتاج النوع الآخر من العلاقات إلى استثمار عاطفي ضخم. 
  • الأشخاص الذين يميلون إلى الانجذاب نحو العلاقة المفتوحة هم أولئك الذين يرغبون في الاتصال العاطفي والعلاقة الحميمة مع الشريك بطريقة مرنة وغير مستمرة. يتيح لهم هذا النوع من العلاقات فرصة التفاعل العاطفي والتواصل الشخصي، ولكن عند الانفصال، يمكنهم التمتع بحريتهم حسب مشيئتهم.
  • توفر العلاقة المفتوحة أيضًا وسيلة ممتعة وخالية من الإجهاد للاستمتاع بفوائد العلاقة دون التزام عاطفي كبير، شريطة أن يكون الشريكان على نفس الصفحة.

الجانب السلبي للعلاقة المفتوحة:

  • من السلبيات الرئيسية للعلاقة المفتوحة أن كل شريك قد يكون لديه توقعات مختلفة عن العلاقة. على الرغم من أن كلا الشريكين قد يتفقان على الديناميكيات عند دخولهما لهذا النوع من العلاقات، إلا أن تلك التوقعات قد لا تكون متوافقة تمامًا.
  • وقد يكون من المجهد أيضًا أن تكون في علاقة بدون استقرار أو اتساق. هذا صحيح بشكل خاص إذا بدأت في تطوير توقعات تجاه شريكك، ولكنهم لم يلتزموا بتلبية تلك التوقعات.
  • يمكن أن تساهم حالة العلاقة أيضًا في هويتك وتلعب دورًا في الديناميكيات الاجتماعية. لذلك، قد تكون هناك أوقات يمكن أن يجعلك عدم وجود شريك ملتزم تشعر فيها بالنقص.

تأثير الصحة العقلية في العلاقة المفتوحة:

في العلاقات المفتوحة، غالبًا ما يكون هناك نقص في الشفافية فيما يتعلق بالرغبات والتوقعات الحقيقية لكل فرد مشارك. يمكن أن يؤدي هذا إلى موقف حيث قد يوافق أحد الشريكين على ترتيب يشعر بالراحة تجاهه، مما يعرض مشاعره وتطلعاته للخطر من أجل المشاركة في العلاقة. في الوقت نفسه، قد يغذي الشريك الآخر الآمال والأحلام بأن هذا الترتيب غير الرسمي سيتطور إلى شيء أعمق وأكثر معنى بمرور الوقت. يمكن أن يؤدي هذا التباين في النوايا إلى ارتباك واضطراب عاطفي، حيث قد يكون أحد الطرفين راضيًا عن الوضع الحالي، بينما يتوق الآخر إلى اتصال عاطفي أكبر.

يمكن أن تؤدي مثل هذه الاختلالات في النهاية إلى سوء الفهم وخيبة الأمل، مما يسلط الضوء على أهمية التواصل المفتوح والصدق في التعامل مع تعقيدات العلاقة المفتوحة. إذا لم يناقش الطرفان رغباتهما وحدودهما بصراحة، فقد يؤدي ذلك إلى شعور أحد الطرفين بعدم الرضا وعدم إدراك الآخر للتوتر الأساسي الذي يختمر تحت السطح. إن تأثيرات الصحة العقلية قد تكون أكثر وضوحًا بشكل ملحوظ بالنسبة للأفراد الذين يجدون أنفسهم راغبين في المزيد من العلاقة أو الاتصال، حيث قد يؤدي هذا الشوق إلى تطوير رابط قوي بين احترامهم لذاتهم والموافقة التي يتلقونها من الشخص الآخر. بمرور الوقت، قد يبدأون في قياس قيمتهم وجدارتهم بناءً على مقدار المصادقة أو الاهتمام أو المودة التي يتلقونها، مما قد يخلق حلقة مفرغة من الاعتماد على التأكيد الخارجي. يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد على موافقة شخص آخر إلى الشعور بالقلق وعدم الكفاءة وحتى اليأس عندما تبدو هذه الموافقة بعيدة المنال أو غير قابلة للتحقيق.

وبالتالي، يصبح شعورهم العام بالهوية والقيمة الذاتية متشابكًا مع ديناميكيات العلاقة، مما يجعلهم عرضة للاضطرابات العاطفية عندما يواجهون الرفض أو عدم الاعتراف من الطرف الآخر. يؤكد هذا السيناريو على أهمية تعزيز الشعور الصحي بالذات الذي لا يعتمد فقط على تصورات وآراء الآخرين. وعلاوة على ذلك، فإن إحدى السمات البارزة لهذه الأنواع من العلاقات هي أنها غالبًا ما تفتقر إلى العمق والحميمية العاطفية. وبالتالي، فإن الخلل في ديناميكيات العلاقة يمكن أن يخلق حلقة مفرغة حيث يشعر الفرد بعدم الكفاءة واستحقاقه للحب الحقيقي والاتصال، مما يؤدي إلى إدامة مشاعر انعدام الأمان والشك الذاتي..

على محصول الكلام، تعتبر العلاقة المفتوحة علاقة غير رسمية وغير محددة وخالية من الالتزام والارتباط. إذا كان هذا ما تبحث عنه في الوقت الحالي، فقد تمنحك فرصة للاستمتاع بفوائد العلاقة دون إنفاق الكثير من الطاقة العاطفية. من ناحية أخرى، قد تكون العلاقة المفتوحة مكانًا صعبًا إذا كنت تبحث عن علاقة ملتزمة. قد يكون الافتقار إلى الاستقرار والاتساق أمرًا مرهقًا وقد تجد نفسك محبطًا إذا بدأت في تطوير التوقعات.

“دُنيا بيويس” مونديال قطر كحبكة في رواية باللغة المالايالامية

في عام 2022، أصبحت قطر أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم، وهي حدث رياضي عالمي استقطب انتباه عشاق كرة القدم من جميع أنحاء العالم. في هذا السياق، تبرز رواية مميزة مكتوبة باللغة المالايالامية، إحدى اللغات الهندية، بعنوان “دنيا بيويس” (بمعنى سيدات الدنيا). تركز هذه الرواية على الجنون الكروي الذي يجتاح سكان مليبار، الذين يعشقون كرة القدم بشغف لا يُضاهى.

تدور أحداث الرواية حول ثلاث فتيات من كالكوت، مدينة تقع في ولاية كيرالا جنوب الهند، يقررن السفر إلى قطر لمشاهدة المونديال. ما يجمعهن ليس فقط شغفهن بالكرة، بل حبهن العميق للأسطورة الأرجنتينية، ليونيل ميسي. تحمل كل واحدة منهن قصة فريدة وأسبابًا خاصة تدفعها لمتابعة مباريات كأس العالم عن كثب، لكنهن يتحدن في رغبة واحدة: رؤية ميسي وهو يتألق على أرض الملعب. يقررن السفر إلى قطر لتحقيق حلمهن، متجاوزات كافة العوائق الاجتماعية والتقاليد التي تحاول فرض قيود على حريتهن وأحلامهن. الرحلة ليست مجرد متابعة لمباراة كرة قدم، بل هي رمز لكسر القيود الاجتماعية وتحدي الوعي السائد تجاه المرأة، إذ تكتشف الفتيات في رحلتهن قوة الإصرار على تحقيق الأحلام وعيش الحرية.

تعكس الرواية روح الحماس والتشويق التي أحاطت بهذا الحدث الكبير، وتقدم نظرة ثقافية عميقة عن كيف يمكن لكرة القدم أن تكون جسرًا يجمع بين شعوب وثقافات مختلفة. من خلال سرد ممتع ومشوق، تأخذنا الرواية في رحلة لا تنسى من كالكوت إلى قطر، حيث تتلاقى الآمال والأحلام في أرض المونديال. والشخصيات الثلاثة هن فداء، برازيليا، وريما. اثنتان منهن من عائلات مسلمة والثالثة نصرانية. هذه الخلفية الدينية مما يذكرنا بالوئام الديني في مليبار في ظل أيام الكراهية التي تنتشر ضد الأقليات في البلد. كل واحدة منهن تأتي من خلفية مختلفة من حيث التقاليد المتعلقة بقضية حرية النساء والمسائل الاجتماعية التي تتبناها عائلاتهن حيث تجمعهن الكرة وما حولها من واقعات وأحداث وتجارب.

إحدى الفتيات أم لطفل رضيع، والأخرى تم عقد خطبتها مؤخرًا. لذا، يمكننا أن نتصور مدى صعوبة العقبات التي تواجه رغباتهن. رحلتهن تمثل تغلبًا إيجابيًا على المعارضة من البيت والمجتمع. وتمكن المؤلفان (مبارك محمد وشمشير أحمد) من التقاط اللحظات والأحداث والأماكن الرئيسية لكأس العالم في قطر بطريقة فريدة. على سبيل المثال، تحمل بعض الفصول في الرواية أسماء مثل “الكورنيش”، و”سوق واقف”، و”الفزعة”، وغيرها. من حيث الزمان والمكان، وضعت الرواية في سياقها المناسب بدقة. تبدأ الأحداث في أيام كأس العالم لعام 2018 وتنتهي بنهاية مونديال قطر. في كل فصل من فصول الرواية تاريخ محدد في البداية، وهذا يمنح القصة إطارًا زمنيًا دقيقًا. الأحداث تمزج بين الخيال والواقع، حيث يتجلى الواقع في تفاصيل المونديال، بما في ذلك أماكنه وأيامه وأحداثه الشهيرة. أما الخيال، فيتمثل في قصة رحلة الفتيات الثلاث للقاء الأسطورة ليونيل ميسي. هذا التداخل بين الخيال والواقع يضفي على الرواية جاذبية خاصة ويعزز من واقعيتها.

تصف الرواية كيف يتلاقى الناس من خلفيات ثقافية مختلفة في سوق واقف، وكيف يخلق جواً من التعايش والتبادل الثقافي. يتم تقديم السوق كرمز للاندماج والتنوع، حيث يجتمع مشجعو الفرق المختلفة من جميع أنحاء العالم للاحتفال بالأغاني والموسيقى والرقص ويمكن للزوار تجربة مأكولات من مختلف أنحاء العالم، وشراء أزياء تقليدية متنوعة، وسماع لغات مختلفة تُتداول بين الناس. تعكس هذه الصورة للسوق الأجواء الحيوية والملونة التي تميز قطر خلال كأس العالم، وهذا يضفي على الرواية طابعًا حيويًا ومميزًا.

تسلط الرواية الضوء على القضية الفلسطينية من منظور تعاطفي، حيث تلتقي الفتيات بآمنة، امرأة فلسطينية وصلت إلى قطر لتحقيق نفس الحلم لولدها بلال، وهو رؤية ميسي، ولو من بعيد . بلال ولد مراهق مبتور الساق في الحرب، ويمشي بمساعدة ساق صناعية والأعضاء الباقون من عائلتهما قد استشهدوا في اعتداءات جيش الاحتلال. وهويتهما الفلسطينية وحدها كافية للفتيات لإعلان التضامن معهما. الرواية تعتبر هذا التضامن أمرًا ضروريًا يجب على كل إنسان إعلانه.

تلتقي الفتيات بآمنة وبلال في مكتب “الفزعة” بعد القبض عليهن بسبب مخالفة غير مقصودة لقواعد التذاكر، دون معرفتهن الجيدة بالقوانين. آمنة وبلال تم القبض عليهما لنفس السبب. تم الإفراج عنهم جميعًا بتدخل المحامي للفتيات، حيث شمل هذا التدخل آمنة وبلال أيضًا. يُذكر هذا الحدث في فصل مسمى “الفزعة”، مع إشارة خاصة إلى نهج الشرطة القطرية الكريم وسلوكهم السخي مع المقبوض عليهم. يبرز هذا الجزء من الرواية تضامن الفتيات مع القضية الفلسطينية ويعكس الأخوة الإنسانية التي تتجاوز الحدود القومية والدينية. كما يوضح الكرم الذي تتعامل به السلطات القطرية مع الزوار. ويبرز ما يعزز من سمعة قطر كمكان مرحب ومضياف خلال كأس العالم.

ولكن للأسف، لم تتمكن الفتيات من الدخول إلى الاستاد لرؤية ميسي، فخيبت كل آمالهن في هذه الرحلة، ولم تكن لديهن تذاكر أخرى. في ظل هذا الوضع المحزن، اتصل بهن مراسل صحيفة “قطر تايمز” ودعاهن إلى برنامج “لقاء ميسي” في المركز الصحفي. وصلن قبل الموعد المحدد بصحبة آمنة وبلال، كل واحدة منهن تأمل في دخول القاعة.  لكن المراسل أعطاهن تذكرة واحدة فقط، ولم يكن لديه تذاكر إضافية حتى يفشلن مرة أخرى في تحقيق هدفهن. اتفقت الفتيات على أن يدخل بلال إلى القاعة بهذه التذكرة، وكن مسرورات لأن أم بلال أصبحت مسرورة. نُشرت قصتهن في اليوم التالي في “قطر تايمز” مع صورة كبيرة لهن. وبعد بضعة أيام، وبعد رجوعهن إلى البلد، شارك ميسي هذه المنشورة على صفحته في الفيسبوك قائلاً: “نلتقي قريبًا.”

سلام الأحرار: من قوة الاعتدال إلى حوار الأمل


شهد العالم حدثًا دبلوماسيًا بارزًا هذه الأيام تمثل في التوصل إلى اتفاق تاريخي بين فلسطين وإسرائيل، بوساطة دولة قطر. هذا الاتفاق يُعتبر ثمرة جهود دؤوبة قامت بها قطر لتوطيد الحوار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، التي عانت طويلاً من الصراعات والنزاعات. جاءت هذه الخطوة كأحد أبرز الأمثلة على الدور المحوري الذي تلعبه “القوة الناعمة” في تحقيق السلم العالمي وبناء التفاهم بين الشعوب.
عربياَ، يمثل هذا الاتفاق أملاً جديداً لإعادة الاستقرار في المنطقة، التي ظلت تعاني من الانقسام والتوتر لعقود. ويؤكد أن الحوار يمكن أن يكون بديلًا حقيقيًا عن العنف، وأن الجهود الجماعية للدول العربية يمكن أن تُحدث تحولاً إيجابيًا ملموسًا. كما يبرز الاتفاق مكانة قطر كقوة دبلوماسية ذات تأثير إيجابي في المنطقة.
عالميًا، فإن الاتفاق يرسل رسالة قوية بأن التفاوض والحوار يمكن أن يحلا محل العنف والصراع. في ظل سباق التسلح المستمر والصراعات الممتدة التي دمرت دولًا بأكملها، يشكل هذا الاتفاق نموذجًا يُحتذى به لكيفية استخدام الموارد والنفوذ لخدمة الإنسانية بدلاً من تأجيج الحروب.
إن الوساطة القطرية في هذا الاتفاق تجسد مفهوم “القوة الناعمة” التي تعتمد على الدبلوماسية والثقافة والتعاون لتحقيق أهداف سياسية وإنسانية. في عالم مليء بالصراعات، تظهر الحاجة الماسة إلى مثل هذه الجهود التي تركز على بناء جسور التفاهم بدلاً من التسبب في المزيد من الدمار.
الحروب التي شهدها العالم، من العراق إلى سوريا واليمن، والسودان مؤخراً دمرت ملامح الدول وأفقرت الشعوب. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفًا وطمعًا إن رحمة الله قريب من المحسنين” (الأعراف: 56). إن هذا النداء الإلهي يشدد على أهمية العمل من أجل الصلاح والبناء بدلًا من الفساد والهدم.
لطالما كان الحوار هو السبيل لتحقيق السلام الدائم. يذكرنا الشاعر العربي زهير بن أبي سلمى
بقوله:
“وما الحربُ إلا ما علمتم وذُقتمُ وما هو عنها بالحديثِ المُرجّمِ”
فإن استخدام القوة أمام الضعفاء ليس انتصاراً، والسلام مع الأقوياء ليس خسارة، إذا كان ميزان الاعتدال هو العقل والحكمة. هذا المبدأ يعكس أن السلام ليس تنازلًا أو هزيمة، بل هو تعبير عن استراتيجية ذكية تقوم على التوازن والحوار، لتجنب الحروب والدمار. في هذا السياق، يكون السلام مع الأقوياء خيارًا حكيمًا وليس علامة على الضعف، بل دليلًا على القوة التي تبني وتستمر.
كما أن الحرب، في الأحوال والأماكن المختلفة، تتغير حينما يتم استخدام القوة بلا هوية أو هدف.
هنا يكون حسمها العسكري خيارًا قويًا خصوصًا عندما يكون الهدف هو قطع طمع الطامعين وفرض الوصاية على الأوطان.
التاريخ مليء بالشواهد على أن القوة العسكرية حسمت الحروب و العكس صحيح أيضاً وقوة العدة والعتاد تكسب ثقلًا، ولكن النصر الحقيقي يأتي بيد الله.
يقول نيلسون مانديلا: “إذا أردت صنع السلام مع عدوك، فعليك أن تعمل معه. ثم يصبح شريكك.” هذا النهج هو ما تبنته قطر بمهارة ودبلوماسية، حيث أظهرت للعالم أن بإمكان الدول الصغيرة أن تكون كبيرة بتأثيرها وأعمالها.
خلق الله الناس أجناسًا وألوانًا وقدرات مختلفة ليتكاملوا ويحققوا الغاية من وجودهم، كما قال تعالى: “وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم” (الحجرات: 13). إن السلام ليس مجرد غاية بل وسيلة لتحقيق الرخاء والتنمية. بدلاً من إنفاق الموارد على التسلح والحروب، يجب أن تُوجَّه نحو التعليم، والصحة، والبنية التحتية، مما يحقق الرفاهية للجميع.
هذا الاتفاف هو رسالة واضحة للعالم بأن السلام ممكن إذا توفرت الإرادة، وأن القوة الناعمة قادرة على تحقيق ما عجزت عنه الأسلحة. إنه مثال حي لما تحتاجه الإنسانية في هذا الزمن المضطرب: الحكمة، الحوار، والتعاون من أجل مستقبل أفضل.
وعليك السلام ورحمة الله ياوطن،،،.

الامتحان

كنت أستعد من أجل هذه المادة كثيراً، كان دائماً في سابق الدفعات يبلغوننا بأن دكتور المادة يضع الامتحان بطريقه معقدة وصعبه جداً؛ وبعد مراجعاتي لكافة امتحانات الاعوام السابقة استطعت أن أفهم كيف يضع نماذج الامتحان، واستطعت المذاكرة جيداً، وبعد قلقي وطول سهري كانت أمي تجلس بجواري لتؤُنس وحدتي فی ليل صقيع وتشد أزري وتُحثني علی المداومة كلما تكاسلت وبدأت عيناي في التثاقل من أجل النعاس، كانت تأتي إلي بفنجان القهوة وتُحثني علی المذاكرة، وتخبرني أنني إذا تعبت سوف احصل نتيجة تعبي؛ أتممت المذاكرة علي أكمل وجه وأبلغتها أنني ذاهبة للخلود الي النوم بمقدار ساعه او أثنين كي ارتاح فلقد اصبحت الآن مستعدة للامتحان، وضعت قبلة علی يدها وقلت لها تصبحين علی خير يا امي ادعو لي كثيراً.

وفي صبيحة اليوم الثاني ذهبت بكامل نشاطي وحيويتي الي أداء الامتحان وكلي ثقه ويقين  بأنني سوف اتم الامتحان علي اكمل وجه وسأحقق اعلي الدراجات، ولكني حينما ذهبت الی لجنه الامتحان كانت تشبه غرفه واحده وكان بها مقعد واحد فقط، اندهشت لذلك ولكني جلست عليه وانتظرت لاري كيف سيؤدي باقي الطلاب الامتحان، لكن دون جدوي لم يأتي أحد وجلست بمفردي ظننت أن لكل طالب لجنة، وهذا كله من صميم تدابير دكتور المادة كي لا يستطيع باقي الطلاب معاونة بعضهم البعض، لكن الغريب في الامر دخل إلي اثنين من المراقبين هممت بأخراج أقلامي وما يلزم لأداء الامتحان، لكني تحيرت كثيراً فلم يعطوني ورقه للإجابة، ولم يعطوني ورقة للأسئلة علی الرغم من أن كان بين أيديهم ورقة وقلم، وفوجئت أنهم بدأوا بسؤالي فظننت أن الدكتور قام بتغير طريقه الامتحان وجعله شفوياً لذلك جعل كل طالب في لجنة، وحينما بدأوا بسؤالي لم أجد سؤالاً واحداً مما أعددت له كانت؛ الأسئلة غريبه لكنها مألوفة لدي لكني لم استطع الجواب بالشكل المنطقي، وتلا السؤال أسئلة غيرها ولم تكن اجاباتي منطقيه، ولكني سالتهم هل غير الدكتور المادة فهذا كله خارج عن كتاب المنهج الذي اعطاه لنا في بادا الترم؟ لكني لم احصل علي اجابة كانو يكفون بالنظر الي فقط ومعاودة سؤالي من جديد، وحينما انتهوا من الأسئلة خرجوا من اللجنة ولم اسمع لهم صوت، وبدأت في النحيب كثيراً لأنني علمت سلفاً أنني سوف أرسب في هذه المادة وانه ضاع سهر الليالي هباء وتعبها، اه يا اماه لو تعلمين كيف ضاع تعبي وتعبك وانتحبت كثيراً، ولم اشعر كيف مر الوقت وحينما استفقت واخرجت رأسي من بين يدي ومن علي قدمي وجدت المكان مظلم كثيراً حاولت النهوض لكن فجأة ضاق المكان بي ولم أستطع الوقوف إلا منحنية القامة؛ احاول فتح الباب لم يفتح أُخبط عليه مرات ومرات لم يفتح، يضطرب قلبي ويخفق كثيراً و أُنادي هل من أحد يسمعني، أين أنا أنقُذوُني المكان مظلم كثيراً وأنا خائفة، أخرجوني لكن دون جدوي وبعد محاولات ومحاولات؛ رأيت نوراً بسيطاً في يد شخص قادم طلبت منه النجدة وأعطائي ما في يده من النور، لكنه رفض وأفزعني كثيراً بحديثه؛ 

– قال لي لماذا لم تذاكرين جيداً

-أبلغته با أنفاس متقطعة لقد ذاكرت لكن دكتور المادة كان معقداً للغاية وفاجأني با امتحان اخر لم يكن داخل المنهج كان كله خارجه، – لكنه أخبرني لم اعني المواد الدراسية والشهادات العليا، – قطبت جبيني باستغراب وتسألت في نفسی إذاً علی ماذا يقصد المذاكرة!! 

-لماذا لم تكثرين ولو القليل من الوقت في كتاب داخل منزلك منذ نعومة أظافرك إلي حين أن كبرتي الآن؟ 

-تحيرت في سؤاله وتعصبت وسألته ماذا تقصد اسئلتك غريبه مثل هؤلاء المراقبين أجبني بصورة واضحه كي افهمك؟

-أخبرني لو كنت اسمح لنفسي بقليل من الوقت مع كتاب الله كان قد يكون لدي نور مثله وأنيس لداري في وحدتي؛

-فتحت فاهي علي اخره وعلت الصدمة ملامحي وسالته متلعثمة في سؤاله ماذا تقصد بحديثك هذا أين أنا ومن أنت ومن هؤلاء المراقبين؟ رحل وتركني في حيرتي وصدمتي، ناديت عليه أستحلفته بأن يتوقف لكن دون جدوي، رجعت حيث كُنت لكن هذه المرة رأيت  جسدي ممد الی الارض وروحي تجلس في زاوية متأكاة إلی الجدار مسندة راسي بين قدماي؛ أنظر حولي وأتسأل ؟؟ أين ذهب أفخم الاثاث وأرقي المفروشات والوسائد الناعمة، ظللت أبكي كثيراً وأردد لقد فات الأوان، ولم أدري كم مر علی من الوقت كم يوم أثنين، عشرة فلقد تشابهت الدقائق بالساعات والايام بالسنين والليل بالنهار، كُنت جل ما أعرفه من خلال دراستي الأولية في كلية الطب كم يوم مر علی من منظر جسدي المتعفن والرائحة النتنه الذي كان يصدرها؛ ومن بين بكائي وتحسري علي ما مضي من استهتاري بهذه المادة، ايقظتني امي بشدة أفيقي سوف يفوتك الامتحان وترسبي وسيضيع جل تعبك، شهقت  وأعتدلت في جلستي وأحتضنت أمي بشده وحمدت الله علي هذا التنبيه و أنه كان حلماً فلا يسعنی بأن أصفه كابوساً بلا أنه درس كان يجب أن أتعلمه  وانني بمقدوري تصحيح أمور حياتي قبل فوات الاوان حيث الندم لا يجدي نفعاً فصدقاً يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان.

تأملات

في الطُرقِ الخاليّةِ، ثَمّةَ رياحٌ عاتيّة، تُشيح بوجهها عن كلِّ ما هو في مأمن، لترمي أشياءَ قُدِّر لها بالفعل أن ترحل. عندئذٍ تتساقطُ أوراقُ الشجر، ويعزِفُ القمرُ سيمفونيةَ أحزانِه لتؤازِرَهُ النجومُ عن كثب. أمّا الأديبُ فهو غارقٌ في تأملاتِه ومضمراتِ وجدانِه، لا يَدري كيف يُدوّنها، وكيفَ يجدُ صُدفةً تُخرجها إلى حيثُ الكون. أَيجوب الأزقّةَ بحثًا عن الكلِمات، أم يستمعُ إلى معزوفاتِ القمر لعلّها تُثير شجونه، فيتسنى لِمَا في جُعبتِه البُزوغ؟ أَيكتب عن أحلامِه الصامدةِ على الجدران، أم عن ذِكرياتٍ تحتَضنُ مشاعِرَه؟ ليست مُحاكاةُ القلمِ بالأمرِ الهيّن؛ يأبى في لحظاتٍ كثيرةٍ الصمت. فلا يردعُه شيءٌ عن البوح، حتى وإن كانَ ذلك الشيءَ كَسْرَهُ.

يُقاطعه صوتُ الواقعِ أحيانًا، لكنّه يتعمّد تجاهُلَه وإكمالَ المسير. فالقلمُ عنيدٌ جدًا، آنِفٌ، شُجاعٌ، وهِنٌ تارةً. لا يَقبلُ المُنتصف: إمّا الوجودُ أو العدم. إمّا أن يُثرثر دون أن يغيبَ عقلُه عنه، أو يصمُتَ دونَ أن ينبِس ببنتِ شفة. يَخشى الأديبُ مُسامرةَ ورقته فلا يخرُس القلم، ويَخشى هِجرانَها فيغضبُ ويثورُ ويحزنُ وينصرفُ عنها. يَخشى أن يَعبَثَ في الأوراقِ ويُلطّخها، ويَخشى ازدحامَ المشاهِد وإتلافَها. يتمنّى مَحوَ حروفٍ عالقةٍ في طيّاته، والسّماحَ لأخرى بالإنجلاءِ.

يَتوقُ إلى رسمِ شعورِه بدِقّة، بفرشاةٍ سِحريةٍ لا يلبَثُ مفعولُها أن يتبدّدَ وينمحي أثرُه كأنّه لم يَكُن. أو أن يَكتُبَه بريشةٍ ينجلي مدادُها فورًا، فيُجسّد ممرّاتِه ومُفترقاتِه دونَ وجَل، ويروي حكاياتِه المبتورةَ بكلِّ لُطفٍ ورِقّةٍ غيرِ واجف، وينسجُ خيوطَ كلماتِه كلّما ساورته فكرة، كلّما أبهره مشهد، كلّما راقَه موقف. ثم بينَ غمضَةِ حرفٍ وانتباهتِه، يَرنو نحو اللاشيءَ وبِجواره كلُّ شيء.

المقامة الفيلية

(انطباعات قیلت في مشاهدة الأفيال والسفر لها إلى ويناد مع بعض أصحابي من الكويت)

حدثنا الراوي أخونا عبد الرحمن
نظنه وإيانا من عباد الرحمن
أن نخرج في قريب الأزمان
إلى ويناد بلاد الإنس والجان

و خرجنا إلى أرض العجائب،
حيث الفيل ملِكُ الغاب والغياهب،
فقال لنا أبو زيد : حدِّثْ حديثًا به العِبَر،
فنطقت إذًا استمع وانظر واعتبر.

الفيلُ ذاك العظيمُ الهيبة والبنيان،
خرطومُه أنبوب، وظهرُه كالصُّلبِ الحصان،
جعلَه اللهُ آيةً منذ قديم الزمان
وسخَّر له ما في أرضه والجنان

أما سمعتَ عن سورة الفيل والمآل،
حين أهلك اللهُ أبرهةَ وجيشَ الأفيال،
سلَّط عليهم طيرًا أبابيل،
ترميهم بحجارةٍ من سجيل.

للفيل في التاريخ حكايةٌ عجيبة
وما أخبار حنبعلَ عنك بغريبة
قاد الفيلةَ في الجبالِ دروبًا صعابا،
فردَّه ربُّ العرشِ وأرداه هبابا.

الفيلُ له ذاكرةٌ لن تُضاهيَه
يذكر الماءَ والأعداءَ بلا نهايَة،
وأذناه كالمروحِ في هيبةِ المدَى،
تحميه من حرٍّ شديدٍ وكبَدَا.

في إفريقيةَ يعيش الفيلُ الجسيم،
ذاك الذي آذانه كظلٍّ عظيم،
وفي آسيا ترى الساج الرشيق،
بين الغاباتِ، يعبرُ الواديَ العميق

وفي متنغا ترى اللائحات
حذار ممر الدبات والفيلات
كذا تراها في بعض الولايات
ولا ترا فيها شيئا من حيوانات

يا عجبًا لخلق الله في كلِّ الكائنات،
من الفيلِ للطيورِ إلى قطراتِ المزنات،
فسبحان من أبدع الأكوانَ بحكمات
وجعلَ فيها لعبادِه كل عبرات.