شكوى

✍ محمد شاند (جامعة دار الهدى الإسلامية)
لاقاني الهم يومئذ ملاقة،
متميزة مخيفة، ما جربتها من قبل.
كنت مسروراً لا أهتم بشيء حولي،
مشغول بشغلي لنجاحي الحسين.
تبسمته ولم أعرض جاهلاً عداوته،
حتى دخل جوفي وأقام يوماً،
يعرف أحوالي وطبيعتي ولم يخرج.
فاتخذ بيتاً واسعاً في قلبي ولا إذن
ما أكبر بيوت، جعل نفسي ضيقاً،
ولم يكف حتى خرج ورجع بأهلها،
قاصد الاستقرار معي ليظلمني.
أقام سنوات وما يمل وأنا حزن،
حجبني الجنود أحاطني إحاطة
أمامي ورائي شمالي يميني،
فوقي تحتي كلها محجوب.
تقودني أشيع خلفها متكلفاً،
ما تقدمت قدمي وما تخلفت لحظة،
إلا والقهر ضربني سياطاً.
لجأت يوماً آخذاً سقف بيتي،
واقف وحيداً، حولي أشجار
ونهر واسع، قوارب تجري صامتة.
قطار تسير صغيرة بعد صغيرة،
ولكن نهر الهموم أوسع من النهر
صامت، أنا محيط بالأفكار، فإذا حمامة
بيضاء تقف أمامي فعشقت لها.
لو كانت تكلمني وأشكو حزني
أنظر إليها نظر البث وتنظرني.
بدأت سلام لك صباحاً طيباً
حالي تعرف ما هي حبيبتي..
غريق في بحر الهموم إلى عنقي،
بين الموت والحياة في ضيق عميق.
هل لك حل تساعدني إلى كشفها؟
عجباً لأمر الحبيبة لا تكلمني!
نظرتني تحولا وتحولاً صامتة،
عشت لو كانت تصاحبني هما وفرحاً
فيا إلهي إله كل شيء إلها واحداً
أشكو بثي وحزني إليك سلمني!