الهوية والطوفان
في سبات؟

أين أنتم يا (أهل الكرم)؟
واسمحولي على العبارة…
في غزة تُرْبَط على البطون الحجارة
آه من قضية…..
يرى العالم الخوض فيها خسارة
في سبات؟! …
او منغمسون في اللهو ودق الطول وعزف الاوتار؟!
قضيتنا ليست مسرحية تعرض وتنتظر إنزال الستارة
غزتنا تنتظر رجالا أحرارا …..
غزتنا تنتظر من يفك عليها الحصار
جعنا وعطشنا و إخواننا في النعيم سكارى
جعنا وعطشنا و إخواننا موائدهم
مشاوي و عصائر و خضار
جعنا وعطشنا
فأمعاؤنا صارت خاوية صفّارة
آه من إنسانية مزيفة غدارة ……
شهداؤنا رابحووووون عند الله هم أخيارا
غزتنا تناديكم تناجيكم …
فهل من مجيب؟ فنحن نتجرع المرارة
باسم العروبة نقاضيكم
لانكم لم تأخذوا قرارا
باسم الانسانية نناديكم
نريد عمرا و إعمارا
ففي غزتنا الحرب تزداد نارا
و أساليب الإبادة تزداد قذارة
صامتون.. ناقمون ..صابرون مرابطون.. محتسبون ….
فوالله فوالله …..
نحن مجرد طعم في صنارة…..
شهداؤنا فداء للأقصى……
تعطر السماء وتزيدها أنوارا
وشكوانا الى الله …
هو سبحانه من يغير الأقدار.

هائية المصطفى

نَأسو علي طللٍ، راحت لياليهِ

عشنا الهوي ألقاً، والذِكرُ يبقيه

عاد البُكا عِوضا عن لَحظِ أعينهم

أَمِنْ طبيب هنا، بالقرب يشفيه؟

لا غادرتْ سَقَمي، بالهجر تنشره

ولم يَعُد أملا في البعد يُحييه

تمشي بنا للهوى ذكري تُبَاغِته

ترنو لنا – هكذا- بالدمع تَسقيه

تضنُ بالبسماتِ، البخل يقتُلني

أَرنو لها شَذَرا، بالدمع تشقيه

مِن جهلها سألتْ عن سر دمعتنا

العشقُ يُوجعُنا والشوقُ تَالِيه

هل آثرَتْ شَجَني أحيا صبابَتَه

أم آثَرتْ حَزَنِي، بالهُزْءِ تَرْميه؟

أَبْكي علي طللٍ قد راح عُوّدُه

قد آثروا شجنا، ما اللهُ راضيه

قد أوعَدَتْ كلّ رَكْبٍ عندها كَذَباً

حُلوَ اللسانِ، شَهِيَ الوِرْدِ تَسقيه

وَبعدَ عَهْدٍ، فما أَوْفَتْ لنا طَمَعَا ً

قد خَاصَمَتْ سَرَفَا، بالبين تُشقيه

يالائمي في الهوي، اُنْظُرْ حُشَاشَتَه

هذا رسولٌ مضتْ القومُ تَبْغِيه

بالذكرِ جاءَ فلا لحنٌ ولا خَطَلٌ

بالذكر جاء، فلا قولٌ تُمَارِيْهٍ

رسولُ حبٍ بَنَى والمجدُ رابيةٌ

حتى دَنَا المجدُ عنقودا يُلاقيه

لا يلبسُ الحقَ ثوبا كنتَ تَخْلُقُهُ

وقولُ زورٍ بدا، أَني خَوَافِيه

عَزً الصحابُ، جميعُ الخلقِ نافلةٌ

قد قمتَ فردا، بلا صَحْبٍ تُناجيه

قالوا رسول سرى بالليل يُعْجِزُنَا

هل صُدّقَ الحقُ، تُرجي معانيه؟

قالوا رسول أتى بالهدم أوعدنا

بل هكذا قَصص والحَقُ ينفيه

تزداد حِلما، فيزدادونَ من بَلَهٍ

ويَمْنعونَ عَطاءً أنتَ مُزْجْيه

فلا دعوتَ عليهمْ مثلهمْ أبدا

ولا جَهِلتَ كما شاءت بَوَاغِيه

قد حاولوا في كتابِ الدُرِ يُعْجِزُهُمْ

هل جادلوا في كتابٍ أنتَ مُنْشِيه؟

قالوا كَذَبَتَ، وطاروا منكَ سُخريةً

قالوا لَحَنْتَ، فكيفَ العشقُ يَفنيه

ثاروا عليكَ، كأنّ القومَ أوديةٌ

ثوارُ أفكٍ، كأنّ الحقَ تَشْريه

وأنت دُرتُهم، في عِقدهم علمٌ

وأنت قائدُهُم، يا أمة تيهي

سبوا النبي، فباءوا حسرةً سكنتْ

رُدتْ إلي النحرِ، يَسْري سُمُهَا فيه

قد أنكروا نسبا، من نسلهم حسدا

قد أنكروا نسبا الناس تَبغيه

للكونِ شمسٌ، أضاءتْ فجرَه ألقاً

أقمارُ ليلٍ دجى، والنجمُ راعيه

في قولك الحقُ ، تُعطي مثلُه مَثَلا

في قولك الصدقُ، من يرجو تعاطيه؟

ما كنتَ تأتي به خِزيا تُداهنهمْ

ما كنتَ تأتي به حقدا فَتُزْجيه

نامتْ عيونهُمُ عن صيدِ دَانيةٍ

لو أدركوه، فلا بلّغتَ قاصيه

قالوا سحرتَ عيونَ القومِ قاطبةً

أجلْ سحرتَ عيونَ الكونِ تَهْدِيه

إكسســوار الوطنية

أيتها الوطنية الجليلة الطيبة الأذكار
حديثهم بكل لغات الكون دون اختصار
كيف تربعت على عروش الأفئدة دون إشعار

حديثهم كم بنينا لك من قصور
وقلاع وكم أقمنا من أسوار
وكم من حصون بالإجبار
والاحجار وفي الأسحار بالإكبار
على تخوم القلوب و ليس لنا حق الاستنكار

أخبريهم بكل لغات الكون دون إشعار
كيف جئت بسفلة الأوطان دون إخطار
كيف اسكنتهم كل القصور والقلاع ذات الأسوار

أخبريهم بكل كلمات الكون دون أسرار
كيف حطم سفلة الأوطان الأبرار
كل لحظات الاصطبار والانتصار
كيف عاثـوا في الأوطان كالإعصار
كيف عدنا كأشجار القفار بعد ذاك الإعصار

حديثهم دون انتظار ولا إكثار في الأخبار
أن هكذا جزاء الانتظار بعد الانبهار
باختصار مختصر
هكذا حكم الأشرار في الأقدار

آه أيتها الجليلة البهية بكل افتخار
قتلوا إيثارك فينا بكل اصرار و استكبار
فلا ورب الفلق
ما بالفؤاد مسكن يأويك بعد هذا الإعصار
فلا ورب الغسق
ما من قبول بقوانين الاستصغـار والاستكبـار                                                

بروكرستيز

صوت نداء قد ارتفع

كصوت طلقة سهام

في مهب الريح،

في هدوء غابة كثيفة

خالية من الإنسان

“مهلا أيها الأمير، توقف.”

تردد صداه في الكهوف البعيدة

“مهلا أيها الأمير، توقف.”

الأمير ثيسيوس،

أمير أيقظ اليونان القديمة،

أوقف حصانه الراكض،

مع سيفه الموهوب من والده

ودراع أعطاه جده

وتاج أثينا الجميل.

التفت، نظر حوله.

ظلام كثيف ألقى سدوله

بين يديه كالجدران.

نقيق الصراصير

حول أذنيه ارتفع.

هب النسيم كالجنون.

ماست منه أغصان الأشجار

في طريق بارد في الغابة.

غابة مظلمة،

ما رأى حركة إنسان.

من المنادي من هذا الفج العميق؟

صوت نداء يرتفع

كصوت طلقة سهام

في مهب الريح،

“مهلا أيها المسافر، توقف.”

أخذ الأمير سيفه المسلول،

دوّره وقال:

“من يناديني؟ لا تبقي مختبئًا، تعال”

وحش ذو جسد هائل،

شعر منكوش،

طويل أحمر،

أنياب ملتوية،

كاسٍ من جلود الأدباب.

أطفأ شعلته

ونفخ في ضوء الجمر،

ضحك ساخرا بصوت عال.

تردد صداه في الكهوف البعيدة.

سأله الأمير بوجه طلق:

“أيها الضيف في الغابة،

 ما عرفتك. من معي؟”

ضحك ساخرا بصوت عال

“ألا تعرف بروكرستيز؟

ألم تسمع عنه؟”

منذ زمن طويل،

سمعت أخبار ظلمه،

بكل خوف يروي الناس قصته.

يهرب المارة منه خوفاً.

بكلمات الإقناع يتلوهم،

وإلى المنزل للقِرى يدعوهم،

الخادمون جاهزون،

لتقديم العسل والفواكه لهم.

إذا يغشيهم النعاس في سريره،

ينهب زادهم

ويربط من استيقظوا

بسرير الموتى.

إن كان الجسد أكبر من سريره

فيرمي أرجلهم وأياديهم

مقطوعة إلى البعيد ويحرق.

وإن كان أصغر منه،

دسرهم بالمطرقة وطوّلهم.

جرت في ذاكرة ثيسيوس

روايات خوف من قصة

 بروكرستيز.

غلت الدماء انتقامًا

رعدا وبرقا من الرمح بالرمح

والسيف بالسيف

والحديد بالحديد

في الغابة، ميدان الحرب.

بروكرستيز سقط،

ربطه الأمير بسرير الحديد في كهفه.

قطع العنق رأسًا وجسدا،

رماه إلى الأرض،

أرض متناثرة بالعظام والجماجم.

مغامرة متحمسة،

ثيسيوس نجم خالد

منذ ذلك اليوم

ونور يحمل جبل أوليمبوس

وأبيات شعر لهرموس

لليونان القديمة.

مر الزمان ومرت فيه القرون،

رثت الجثث والقضيب قد انتفح،

تفتحت في كل زهرة قوة.

أثمرت عظام بروكرستيز

في كهوف أثينا فعاد.

ولد مثله ألاف،

بروكرستيزون السياسيون.

ذابوا حديد الأيديولوجيات،

مدوا للناس بيانًا،

وضعوا لهم في كهوف الظلام

ألفا من سرر الحديد.

ينتظرونكم بكل حي،

أتوا بكل إنسان عادي،

طلبوا عن مشاكلهم للحلول

وضعوهم في سرير الفكر.

ضحكوا ساخرين بكل حي.

إن كانت روحهم

أكبر من سريرهم،

رموا أرجلهم وأياديهم

مقطوعة إلى البعيد فحرقوا.

وإن كانت أصغر منه،

دسروهم وطولوهم بالمطرقة.

ينتظرونكم أمام الكهوف

أحزابا أحزابا بكل حي.

متى يعود ثيسيوس؟

بعلامة جهد مبذول

وبسيف مسلول

في نفوس إنسان مأمول

يبحث عن بديل مسؤول…

اللغة العربية تزهو بنفسها

رسـمتُ حروفــي، فـاسـتـتــبَ كتابي

وداويــتُ شـيـبـــي، فاستعدتُ شبابي

سـطـرتُ تواريخَ الورى، وحـفظتها

دهـورا بـلا فخرٍ , حسبتُ حـــــسابي

يـقـولون زوراً عـندما اجـتمعوا معاً

فـشـلتُ، ويـأبـي الله زيـفَ خـطــاب

وَلِي من فنونِ الشعرِ فيضُ عجائبٍ

ولـي مـن فـنون النثر فيضُ سحابِ

يقولون : غـاضتْ بـئرُنا سـأماً، ولـمْ

تَغِض ْبـئـرٌنا صِـدقـاً ، فـذاكَ جـوابي

أنـا الـهَدْيُ والنبراسُ لا هَدْيَ بعدَه

وضـوءٌ تــراتـيـلٌ وحــسـنُ مـــآبِ

وعــلـمٌ وفـــنٌ لـلـدُنـا مِـلـؤه سـنـا

يـنـيرٌ  طـريـقَ الـسـالكينَ شـِعابي

 فــلا كـلـمـاتُهم نـَظـيـرَ قـصـائـدي

ولا خــلـجـاتٌ تــشـبـه الـخـلـجاتِ

فَـعلّمْتُ كـلّ الـخلقِ مـن بِدَعِ الغِنا

فـكانَ عظيمُ الـصدحِ مـِن نـَغَمَاتي

وَسِـعـتُ فنونَ الـقولِ قـاطبةً ولـمْ

تـَسَعْها فنونُ الفرسِ في الصَبَواتِ

 عَجِلتُ ليومٍ أرتـقـيِ نـاصـراً لـها

لأصـنـعَ مِـن هــذا الـتـَليدٍ قَـنـَاتِي

 فرِحْنا بـشكسبيرَ، تـاهتْ حُـروفُهُ

عَلىَ قَدْرٍها ، مـا قـَارَعَتْ لـَهَجَاتٍي

إذا ما توضـؤوا وصلَّـوا هٌـنـَالِـكَ

فـأولُ ما يُجـازُ فــرضُ صـلاتـي

وأرجو كتاباً أنْ تـَـطـولَ فُـصُـولُهُ

وَيــَقـْنـعُ بـالفـتـاتِ كــُـل عداتي

صامدون مهما بلغت الوحشية

الجلاد أصبح الضحية

والضحية أصبحت طاغية ومفترية

وبني صهيون أصبحو هم أصحاب القضية

والصلاة في الأقصى باتت من الأحلام الوردية

تقولون عاشت فلسطين حرة عربية

لكني أراها أسيرة سبية

أني أراها وحيدة مبلية

كم أرسلت للعالم من رسالة نصية

كم أرسلت استغاثات

عبر وسائل الإعلام المرئية

كم من صور جسدت الدمار

والإبادة الوحشية

كم من صرخات الشيوخ 

والنساء والبراعم الفتية

الجلاد أصبح الضحية

والضحية أصبحت طاغية ومفترية

سأقاوم وأتحرر حتى وأن تهدمت

البنية الفوقية والتحتية

الجلاد أصبح الضحية و و….

أين الملايين أين هي مختفية

اين الملايين التي كنت بها قوية

باسم الحجارة والكوفية

ومن تحت الردم وركام الأبنية

صامدون صامدون

مهما بلغت الوحشية

منتصرون منتصرون

لأننا أصحاب القضية

شهداء غزة فداء  للاقصى

اواحهم للسماء مهدية

وعاشت فلسطين حرة أبية

أودعكم على أمل لقياكم

إن كان في العمر بقية