رثاء السيد محمد علي شهاب 

يا عين جودي بالدموع وسلمى 

روح الامام النور فينا الراحلا

وا حُزنَ قلبي إذ غدا من دونِهِ

دربُ الهُدى متزلزلًا ومُضْحِلَا

قد كانَ فينا كالسحابِ إذا أتى

يروي القلوبَ ويُنعشُ الآمالَا

حَفِظَ الشريعةَ، واستقامَ على الهدى

ما مَالَ يومًا، أو أرادَ مَزالَا

يا مَن سقى الناسَ المحبةَ والتقى

وغدا لأهلِ الحقِّ حصنًا عالِيَا

قد كنتَ صَمتًا حين ينطقُ جاهلٌ

لكنْ كلامُك كانَ ضوءًا جَالِيَا

ما كنتَ إلا رحمةً تمشي على

أرضِ التواضعِ، لا تَزِلُّ مِقالَا

علّمتنا أن السلامَ عقيدةٌ

وأنّ صدقَ القولِ خيرُ مجالَا

رحلتَ عنا، يا شهابُ، فهل لنا

من بعد نورِك مرشدٌ أو والِيَا؟

فالناسُ تبكي، والمدارسُ أُقفِلَتْ

والعلمُ صارَ ينوحُ في أوصالِهَا

والمنبرُ المكسوُّ بالحرفِ الندي

ما عادَ يسمعُ صوتَك المِرسالَا

أبقيت فينا المكارم كلها

ما مات من منح الوفا اجيالا

يا سيدي، نمْ في القبورِ مكرَّمًا

فدعاؤُنا لكَ يملأُ الآصالَا