إلى متى؟

هبة رشيد

مددت يدي إلى خالق السماء

مناديا له بالعون والرخاء

كانت القدس بأيدنا سعداء

وفي اليوم معيشة للغذاء والعشاء

هل،،، نصبح يوما سعداء؟

 طائرين من عقد الحقراء

كدنا نموت من برد البلاء

إلى متى نبقى هكذا عمياء؟

بالسيف والسلاح قطعونا ايذاء

أبي وأمي باكين للأقرباء

هل لي أن أرى أختي شيماء؟

مرة أخرى نلعب في الصحراء؟

ها هي أدعية تصعد إلى الفضاء

 منتظرة منك الأمل والرجاء

المسرح

شيخة الفجرية / مصطفى الحمداوي

إلى الكاتب الروائي والناقد المغربي المبدع مصطفى الحمداوي

 تحية وبعد

بداية أود الاطمئنان عليكم في ونحن نعيش هذه الغمّة التي خيّمت على كوكب الأرض بأكمله، والحمد على الصحة والعافية، سائلين الله أن يجنبنا جميعًا كل مكروه.

وجدتك متبحرًا في المسرح، ورأيت ما لديك فيه من مشاريع ناجحة وجهود مثمرة، ولأن الكتابة للمسرح تجمعنا، فإنني أردت اطلاعك على تجربتي المتواضعة فيه.

فالكتابة المسرحية جزء من حياتي، ومن التلفزيون عرفت المسرح، نشأت على متابعة المسرحيات التلفزيونية المصرية والكويتية والسورية أكثر من المسلسلات، لم تكن تلك المسرحيات مملة بالنسبة لي على الرغم من تكرار مشاهدتها، مثل المسرحية المصرية “ريا وسكينة” لعبدالمنعم مدبولي وشادية وسهير البابلي، والمسرحيات الكويتية مثل “باي باي لندن” لعبدالحسين عبد الرضا ومريم الغضبان، لم يكن ذلك الحرص على متابعة كم من المسرحيات سببه التفكير فيما سيكون، بل كان السبب والدافع هو التقليد والتقليد فقط في التمثيل، حيث كنت ومجموعة من بنات الجيران نقلد ما نراه من أدوار في المسلسلات والمسرحيات، وكان أكثر ما قمنا بتقليده هي شخصيات كلاً من حياة الفهد ومريم الغضبان وسعاد عبدالله ومريم الصالح في أدوارهن بالمسلسل الكويتي “خالتي قماشة”.

يقول القباني:( التمثيل جلاء البصائر ومرآة الغابر. ظاهره ترجمة أحوال وسير. وباطنه مواعظ وعبر. فيه من الحكم البالغة والآيات الدامغة ما يطلق اللسان ويشجع الجبان ويصفي الأذهان ويرغب في اكتساب الفضيلة ويفتح للبليد باب الحيلة. ويرفع لواء الهمم ويحركها إلى مسابقة الأمم)([i]).

وهذا التقليد قادني إلى عشق المتابعة لكل ما يبث عبر التلفزيون، تفرعت هذه المتابعة إلى عدة اهتمامات في المشاهدة إلى جانب المسلسلات والمسرحيات.

حين طلبت الانضمام لجماعة المسرح في مدرستي الإعدادية منعتني بعض معلماتي من المشاركة في المسرح المدرسي، بينما كانت نفس المعلمات تضع اسمي في أول القائمة في رحلات زيارة معارض الكتاب أو مسابقات القرآن الكريم، أو المشاركة في المسابقات الثقافية منها مسابقة الطفل الموهوب في الرسم والشعر والقصة، ومسابقات الخطابة، وكان سبب المنع من التمثيل في المدرسة ومسابقات المسرح على مستوى المناطق التعليمية هو: ترتيلي “القرآن الكريم” يومياً في طابور المدرسة!

حاولت مراراً مع مديرة المدرسة، في أن يتم استثنائي لكي أكون في الجانبين فخيرت من المعلمات والمديرة بين خيارين، فآثرت الصمت.

 بعد ذلك وجدتُ نفسي أتجه نحو الكتابة، فبدأت بكتابة مجموعة من “الاسكتشات التوعوية المدرسية” المُعَبِّرة، لجماعة المسرح في مدرستي(ودام الساحل الإعدادية)([ii])، وأثناء دراستي للثانوية العامة كتبتُ بعض “الاسكتشات” للفعاليات التي تُنظمها المجموعات التطوعية والأندية الرياضية في الولاية، ومن بين هذه المجموعات كانت “مجموعة دعم صحة المجتمع“([iii])؛ في هذه المجموعة بدأت أعمل على أن تكون الاسكتشات المسرحية، في أولويات أية فعالية صحية تنظمها المجموعة، تُبَثُّ من خلالها الرسائل التوعوية الصحية، المُراد إيصال أهدافها بسرعة ٍومتعةٍ في آنٍ معاً.

أثناء ذلك جاءت فكرة أن نحتفي بالمسرح في مناسبةٍ دائمة في قريتنا، فقمتُ وشقيقي(هلال) و(15) خمسة عشرة فتاة من الصديقات وبنات الجيران، ومجموعة من شباب القرية بتأسيس “حفل العيد”([iv]) السنوي، الذي تقوم أهم أفكاره على وجود مسرحية أو اسكتشات مسرحية في عيدي الفطر والأضحى كل عام، على أن تكون تلك المسرحيات هادفة، وتسلط الضوء على الظواهر السلبية في المجتمع؛ بهدف الانتباه لها واستبدالها بالأفضل.

 وحدث أن توفرت الإرادة لدى الجميع ممن عرضنا عليه الفكرة في القرية، الكبار والصغار، الرجال والنساء، خاصة أعضاء الفريق الرياضي بقريتنا، ثم توفرت الجرأة كذلك في التمثيل من الجانبين الشباب والشابات، وبالفعل قُمت وشقيقي بالتناوب في كتابة النصوص، وتصميم الأدوار التي تناقشنا معاً في نوعها وطريقة أداها، كان الحضور قوياً منذ أول حفلٍ للعيد، إذ لم يقل عدد الحضور يومها عن ثلاثة آلاف متفرج وربما يزيد، في قرية يبلغ تعداد سُكانها آنذاك الخمسة آلاف نسمة([v]).

بعد الثانوية العامة تفرغت أكثر للكتابة، وخاصة كتابة المسلسلات، أما النصوص المسرحية فقد اكتفيت بالاسكتشات السنوية في حفل العيد، إلى أن انتظمت في الدراسة الجامعية “بجامعة نزوى” في عام 2010م، كتبت للجامعة عدّة مسرحيات، واسكتشات مسرحية لمناسبات عديدة، ومنها الحفل السنوي الذي تقيمه رئاسة الجامعة في عامي2012م، 2013م، بالإضافةِ إلى اسكتشات المهرجان الإعلامي([vi]) السنوي في الجامعة؛ وتم تتويج كل ذلك العشق للكتابة المسرحية بالفوز بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب لعام2015م، عن النص المسرحي”بنت الهامور”([vii])؛ وذلك الفوز أعدّه انطلاقة لأفكار أخرى؛ في قادم الأيام. فما هو موقع المسرح  في حياتك؟

هذا ولك وافر التقدير

 تحياتي: شيخة الفجرية

سلطنة عُمان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد

إلى جميلة عمان الكاتبة والناقدة شيخة الفجرية

فما هو موقع المسرح في حياتك؟                                                               

إنه سؤال كبير، ويختبر القدرة على مساءلة النفس البشرية حول الكثير من القضايا التي يطرحها علينا مسرح الحياة في كل لحظة وحين. وسأحاول مقاربة هذا السؤال من خلال كرونولوجية المسرح في حياتي وليس العكس، ولكنني سأفعل ذلك باقتضاب شديد، وبالتقاط الخلاصات فقط، وسأتجنب الاطناب. أتذكر، وبكثير من النوستالجيا، الدور العميق والمؤثر الذي لعبه المسرح في حياتي..  ليس باعتباري فاعلا ولا لاعبا أساسيا فيه، ولكن باعتباري متلقي ومشاهد لهذا الفن البديع. وتحضرني، في هذه اللحظة وأنا أكتب، الكثير من التجارب المسرحية التي شاهدتها، خصوصا على شاشة التلفزيون الرسمي المغربي قبل سنوات كثيرة مضت (لا أرغب في استعراض التجارب العربية) لثلة من المسرحيين الرواد، وعلى رأسهم أحمد الطيب لعلج والطيب الصديقي، هذا الأخير الذي أدخل في مسرحه مناهج وتقنيات جديدة مستمدة من المسرح الغربي الحديث.. وبعد ذلك وفي زمن متقارب، اكتشفتُ تجربة الثنائي عبد الواحد عوزري وثريا جبران، وهي تجربة شكلت فارقا مؤثرا فيما يخص المسرح المغربي، بل وامتدت هذه التجربة، كما كانت تجربة الطيب الصديقي، إلى فضاءات أوسع، بحيث امتد اشعاعها ليصل المغرب العربي والمشرق العربي. ويمكنني عد تجربة الطيب الصديقي وثريا جبران، من التجارب الأولى التي شكلت ذوقي المسرحي، قبل أن أكتشف تجربة فريدة واستثنائية بالنسبة لي، والأمر هنا يتعلق بالمسرحي ذائع الصيت عبد الحق الزروالي الذي خاض تجربة المسرح الفردي أو “المونودراما”، هذه التجربة التي اكتشفتها عن قرب عندما وفد إلى مدينتي الصغيرة عبد الحق الزروالي  لعرض مسرحيته “المونودراما” (افتحوا النوافذ) التي استمدها من نصوص ساخرة كان ينشرها الشاعر والكاتب المغربي عبد الرفيع الجواهري في احدى الجرائد المغربية الرائدة آنذاك.

كان العرض باهراً بالنسبة لي، وتعرفت عن قرب على تجربة فريدة وممتعة في جنس المسرح، ويمكنني أن أزعم، بكثير من الثقة، أن اهتمامي بالمسرح الفردي بدأ يتبلور منذ تلك اللحظة التي كانت فارقة في احتكاكي الشخصي بالمسرح، ولوعلى مستوى المشاهدة على الركح ليس إلا. ولكن بعد ذلك ظلت علاقتي بالمسرع عموما علاقة عادية، أستمتع فيها بمشاهدة المسرحيات بمختلف مدارسها، ولكنني لم أكن منجذبا أو مولعا بهذا الفن إلى الحد الذي يجعلني أتابع جديد المسرح وكل ما يخصه، غير انني كنت أهتم بكل ما اصادفه سواء قراءة أو شعرا، وتجدر الإشارة هنا الى انني تذوقت المسرح في بداياتي من خلال القراءة، إذ قرأت لتوفيق الحكيم الكثير من الأعمال المسرحية التي أعجبت بها اعجابا كبيراً في ذلك الوقت، قبل أن تتطور قراءاتي لأجد نفسي أقرأ لشكسبير بالخصوص وروائعه التي لا يمكن لمشتغل ومهتم بالمسرح أن لا يقرأها. وفي لحظة ما وعندما بدأتُ أكتب بجدية وبطموح أكبر، بدأتُ أكتب ما قد نسميه مسرحا “تجاوزا”، وكانت بدايات خجولة أعدها الآن مجرد تدريب على الآليات الأساسية في الكتابة المسرحية، وظللتُ مواظبا على ذلك إلى أن لمستُ في كتاباتي شيئا من النضج، وكبر طموحي بحيث بدأت أفكر في كتابة مسرحيات حقيقية، وفعلت ذلك مرات، ولكنني لم اقتنع مطلقا بكل ما أنجزته، واعتبرت ذلك مجرد محاولات من مبتدئ يكتب لأجل اكتساب المهارات الضرورية لكتابة نص مسرحي مقنع وتتوفر فيه كل العناصر المهمة التي تجعل منه نصا مسرحيا قابلا ليحمل هذه التسمية.

لكن التحول الأهم حدث عندما بدأتُ أكتب “المونودراما”، وبما أن الآليات الفنية التي تحكم الكتابة في المونودراما مختلفة كليا عن الكتابة المسرحية الكلاسيكية، فإنني أعتقد، بشبه تخمين قد يكون صحيحا وقد لا يكون، بأنني توفقت إلى حد ما في الكتابة في هذا الجنس المسرحي. وسيتأكد هذا الاعتقاد عندما شاركتُ في جائزة الفجيرة للمونودراما سنة 2014 ، وقد حالفني الحظ وفزت بالجائزة الثالثة، وهو إنجاز كبير أعطاني حافزا للكتابة بنفس وبإصرار وبوتيرة أكبر. واعتبرت ان التتويج الذي حققتهُ مسرحيا في المونودراما عن نص يحمل عنوان: “الرحلة الأخيرة”، هو بداية فقط لمسار طويل مع أشكال أخرى في الكتابة قد أستثمر فيها هذا النجاح في المسرح الفردي “المونودراما”، لأشكل من كتاباتي مشروعا تبلور في الأخير ليستقر على جنس الرواية، رغم انني كتبت الشعر والقصة القصيرة والمسرح والنقد، لكن الرواية هي التي استهوتني واستقطبتني إلى عوالمها في النهاية. ولم يكن المسار منعطفا أو تحولا جذريا وأساسيا، لأن أول منجز في الكتابة رأى النور بواسطة نشره في كتاب كان عبارة عن رواية نشرتها سنة 2010 بعنوان: “غواية الجسد” ثم نشرت بعد ذلك رواية: “حب دافئ تحت الثلج” ورواية “الشيطان والورد”، وكتاب نقدي بعنوان: “غابرييل غارسيا ماركيز في دائرة الواقعية اللسحرية”.. وبعد هذه المرحلة،  وكانت السنة 2015 .. شاركت في جائزة كتارا للرواية العربية، وحالفني الحظ وفازت روايتي “ظل الأميرة” وترجمت إلى اللغتين الفرنسية والانجليزية. وبعد ذلك نشرت رواية: “مأساة الفتاة التي”، قبل أن أنهي سنة 2019 برواية: “الكونتيسة”، التي لاقت نجاحا كبيرا من لدن القراء، واحتفاء من قبل النقاد والمحللين. ولكن أعود وأؤكد أن فضل الكتابة السردية يعود بقوة إلى التدرب على الكتابة المسرحية بمدارسها المختلفة. إن الكتابة المسرحية تروض خيال الكاتب وقدراته ليستطيع خلق عوالم وأحداث متنوعة يبلورها روائيا من خلال الآليات الفنية المستمدة من المسرح.. فالحوار جانب هام وأساسي في الرواية، كما أن المونولوغ عنصر لا يمكن الاستغناء عليه في الرواية أيضا، إضافة إلى الصورة التي يتم نقلها ذهنيا، بتقنية المسرح، من الركح إلى الرواية، ثم إلى القارئ.

أبقى في المسرح دائماً، وأسألك: كيف كانت حياتكِ في مسرح الحياة؟

مودتي الخالصة العزيزة شيخة الفجرية

 مصطفى الحمداوي

  مقيم في هولندا



([i]) -( نظرية المسرح ) في جزئين – تحربر وتقديم محمد كامل الخطيب – إصدار وزارة الثقافة السورية

 دمشق – عام 1994 – ص 937 الجزء الثاني . هذا النص من كتاب محمد كامل

     الخلعي تلميذ القباني ( كتاب الموسيقى الشرقي ) .

([ii]).تم تغيير مسمى المدرسة الآن إلى مدرسة ودام للتعليم الأساسي.

([iii]).مجموعة تابعة لمركز صحي السويق، بولاية السويق، انضممتُ إليها منذ الصف الثاني الثانوي، وكنتُ أرأس المجموعة بعد إنهائي مرحلة الدراسة الثانوية، نفذنا في قريتنا مشروع تطوعي حصل على درع أفضل مشاركة قائمة على مشاركة المجتمع، تتكون لجنة تحكيمها من اللبنانية الدكتورة/سوسن رواس مندوبة اليونيسيف بسلطنة عُمان وبعض المسؤولات في وزارة الصحة والمديرية العامة للشؤون الصحية بصحار.

([iv]) . حافظ شقيقي على تشكيلة مسرح حفل العيد وواصل تقديم عروضه المسرحية، وله 3مسرحيات تلفزيونية في برنامج” براويز” التلفزيوني الذي عرض في تلفزيون سلطنة عُمان.

([v]). حسب تقرير التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2003م.

([vi]).رأست جماعة الصحافة والإعلام في الجامعة، بطلب من الناقد الدكتور/ محمد الشحات في عام 2011م، بعد أن ترأست الجماعة فكرت بتأسيس هذا المهرجان، على أن يكون مختلف العناوين سنوياً، فكانت عناوينه متنوعة بين الدراما والأغنية والمسرح، فيما حمل المهرجان الإعلامي الرابع، في الفترة (5/5/2014ـ 7/5م2014م)، بعنوان: السينما العمانية آفاق وأبعاد، تم عرض أفلام مسابقة المهرجان، وهي 24فيلماً عمانياً قصيراً، إلى جانب حضور بعض الأفلام للعرض فقط في ” قاعة الشهباء”, تتنافس جميعا لنيل دروع المهرجان، تكوّنت لجنة التحكيم من: الدكتورة زينب الجميلي، الأستاذ خالد العامري رئيس جمعية المسرح العماني آنذاك، والأستاذ عبدالله خميس، والأستاذ الشاعر سماء عيسى، والفنان جاسم البطاشي، حضره الفنان الأكاديمي الكويتي خالد أمين والفنان سعود الدرمكي، والفنان عصام الزدجالي والفنانة العمانية شمعة محمد، ونخبة من الإعلاميين والفنانين العمانيين.

([vii]).فازت المسرحية بالمركز الثاني في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب2015.

المقامة الكوفيدية

عبد الحفيظ الندوي

قالَ الوالد أبو رجال:
زاملني بعص الشّبابِ
جاؤوا من أقصى البلاد بهوَى الاكتِسابِ
، إلى أن جلست معهم مع الأصدقاء والأحباب
نخوضُ الغِمارَ ونطلع على الأخبار
من تلفزيون وجرائد ووصلنا خبر غير سار

من بلاد الصين أكالي الخفافيش والفيران
بوفاة عدد غير قليل من مدينة ووهان
وبلغنا بعد أنهم تركوا عادة أكل الفيران
وتركوا الديار ومنهم سكران وحيران

وبدؤوا أكل الثّمار واقْتَحمُوا الأخْطارَ لكَيْ يدرِكوا الأوْطارَ
سرعان ما تحولت الحالة بيننا برعدة واقشعرار
وهاتفت أحد الإخوة الكرام من ديار الماوو من الأحرار
ليسوا ملحدين ولا أهل يسار بل هم من الأبرار
وسألت رائدهم : كيف نجوت ومن معك من أولئك الأشرار؟

وقال لي :
كُنتُ لَقِفْتُ منْ أفْواهِ العُلَماء
وثَقِفْتُ منْ وَصايا الحُكَماء
أن الدين أباح من الخضراء
وأجاز من اللحوم الحمراء
إلا الكلاب الشراء الضراء

وما نص به كلام المنان
وما يطيب لكل إنس وجان
وعلمت من خلال كلامه أنه ألمّ بالدين والقرآن
حقا هو الذي اهتدى بيديه عدد غير قليل
وكان عندهم بمثابة الخليل

وبالكلام معه فهمت أنهُ الأديب الأريب
صار كذلك لما دخَلَ البلَدَ الغريبَ
وسمعته يقول :
تنقل الوباء شرقا وغربا
من بلاد فارس إلى ديار ترمبا
أوقفت الكلام معه وترجلنا صعباً
حتى أن وصلت بيتي يجل قلبا
وأخبرني من في البيت وسموه وبا
وقال كبير أبنائي أنه بلّغ الخبر أحبابا
وأوعد من في كتاب وجهه أصحابا

تناقشنا في اسم المرض وقالوا
اسمه الكورونا له وبال
حتى وصل إيطاليا وقالوا
إنه الكوفيد وهذا حاله

وزادوا عليه تسعة عشر
نسبة إلى سنة تسعة عشر
جاءنا عام جديد وما زلنا
نخاف من العذاب بذلنا
نفسا ونفسياً وتعبنا

ولما وصل المرض بلاد المغرب
أثار الملحدون فيهم كل معجب
ونقلوا آيا وأبدوا كل رسب
وكلها آيات الشيطان لا ترتب
تقول :
كوفيد، والفيروس المبيد، بل عجبوا أن جاءهم من الصين البعيد، فقال الكافرون إنه مرض عنيد، كلا بل هو الموت الأكيد….كذب الشيطان المريد

ولما بلغ المرض الكويت أصاب صديقنا الصدقة
سمه خالداً جمال الصدقة
وقال في أدبه وصدقه
هذي الأبيات للاحتراز والاحتياط وصدّقه:-
ألا هُـــبِّــي بــكـمّـامٍ يـقـيـنـا رذاذَ الـعـاطـسينَ وعَـقِّـمـينا

فـنحن اليومَ في قفصٍ كبيرٍ وكـورونـا يـبـثُّ الـرعـبَ فـينا

رحم الله الشاعر وكل شعرا فينا
قدموا الدين وأعطوا يقينا
والله لقد أوفى بعهده وأرسل إلينا
مقطع غناء مغنية و مغنينا

ونائبة قد أنجبت فينا شعراء وشاعراتِ
لحقا هم أدهشونا بمقامات ومعلقاتِ
كنا درسناها صغاراً كانت أدوات منقرضاتِ
أدركنا اليوم أمرا أن لهم لنا متابعاتِ

وانظر مثالاً إلى معلقة عنترة الجديد يطالب علبة بالحجر المنزلي يبدأ يقول مطلعها…

يا دار عبلة في الفناء تكلمي
فاليوم قد منع التجول فاعلمي

إن البقا في البيت أصبح واجبا
لا تخرجي يا عبلتي كي تسلمي

وهذه أحوال العرب والعجم
وصاروا في العالم الأبكم
وسار بهم المرض كل الأمم
وأخذ بيد السقيم واللمم

ولما جاء المرض إلى ربوع الهندِ
نسبوه إلى أتباع ديوبندِ
في مركز نظام الدين ببلاد السندِ
ونشروا بدعايات وجگلبندِ

لعبت القنوات في القضية ملعبا
قدمت على رأسهم أرنبا
اسم لرجل لا أراه أنسبا
سموه ذاك الاسم قرودا وأكلبا

نشرت الجرائد بالأكاذيب
جرى أهل الصحف كالذيب
بلعتها قنوات كالبيبي
سي ونمبيسي ومابي

تقفلت المساجد
وتغلقت المعاهد
وتعطلت المدارس
وتبندت الكنائس

أصبح المؤمنون حيارى
وأضحى الكافرون سكارى
وما هم بسكارى ولكن بطش ربهم لشديد
ظهرت أمام الحانات الطوابير
وتُركت أمام البيوت القوارير
وانغلقت البلاد وتبطلت العباد

ورأينا عظيم وزرائنا فينا
يرصد كل ويلات وفينا
يحاول كل لمحات وحينا
يجرب كل حيل مهينا

وأحوال الهند رهيبة
والناس بها في خوف وهيبة
يفرون من كل مكان رغبة
يرجون ماء وخبزا هبة

رئيس حزب الحاكمين ليس له جنون
ولكن لا يتيسر له كل علم وفنون
والذين معه جلهم مجانين
تُشرب الأبوالُ وتُترك الألبان

مرة قالوا بطرب الأواني
وأخرى طالبوا بإحراق الشمراني
وأفسدوا كل أيام وأوان
في طلب المستحيل فان

قد أطالوا الإغلاق فينا
غصبوا منا أيامنا السبعينا
أخربوا شعبان وأفنوا رمضانا
وقد عادنا شوال عطشانا

قضى بعضنا تلك الأيام نياما
غيّرها بعضنا في الليالي قياما
وجدت بعضهم يرتاحون صياما
وكنت معهم بلا بابا وماما

نرجو رضى الرحمن دوما
وندخل مساجدنا يوما
ونواصل دروسنا دواما
كي نعطي جيلنا قواما

رجائي من الله في الأيام كبير
أن يغفر عنا كل عظيم وصغير
وعافانا من عذاب السعير
ويدخلنا الجنة بعطر وعبير

تيك توك أو الموت

فضل صديق الفاروقي

قبل الزمان والأوان… كان في قرية تيك توك(Tik Tok) شاب غني وكان لديه مزرعة التعليقات(comments) الواسعة و محلات لايك مختلفة(likes) فلذا كان لديه كثير من المتابعون والمؤيدون  وقاتل مع من عارضوه بالسان وبأسلحة الحروف  حتى أصبح إحتكار في قريته .مرت الأيام ،،يوما وكان يمشي في مزرعته بكل الفخر والكبر فجأة اصابه العمى..فقط في عيونه الظلام,,فقد بصره. . صرخ بصوت مرتعش….أيها الناس…تفضلوا…ولاكن ما جاء أحد فقط الظلام والصمت…..

يا حسنى اصبري

إبراهيم الندوي

كان في مدينة بعيدة من عاصمة, فتاة صغيرة جميلة ذكية ,في أحد الأيام استيقظت من نومها صباحا لتذهب الى المدرسة ذهبت الى الاستحمام فغسلت لما فرغت من الغسل خرجت نحو الغرفة  فإذا مرت أمها بغرفتها، رأتها تلبس لباس المدرسة قالت لها ماذا بك ؟ أين تذهبين صباحا  فقالت الى المدرسة مبتسمة  أخبرت أمها أن عطلت وأغلقت المدارس والكليات والمكاتب والمراكز التجارية الا المستشفيات والصيدليات ومخافر الشرطة بسبب تفشي الكرونا في أقطار العالم  فسرت بسماع العطلة ورقصت كما انتفض العصفور من بلله ورقص ثم قضت عطلتها بنشاط و حيوية ولعب ولهو صباحا مساء .

فثم في وقت اللاحق غضبت أمها على ضياع أوقاتها الفراغة وغبن صحتها خاصة بألعاب الفيديو ومشاهدة أفلام الكرتون وشتمتها وضربتها ضربا شديدا بالعصا وتركت مليا وملت بها لما لم يكن فيها شيء مختلف من المتعة والترفيهية وكانت تلك مفاجعة لها وهي تردد في وقت وآخر ثم جلست بجوار النافذة تنظر الى الشوارع خالية من السيارات والماشيين فخطرت في بالها صورة ورسمتها في ورقة ,جاء ابوها سائلا يا بضعتي بما تشتغلين ؟ وقع نظره على هذه الورقة فجأة وفيها فتاة صغيرة، مطرقة الرأس بما يبدو عليها الحزن، قائمة بالوحدة محاطة الغيوم والأمطار فأدرك أحاسيسها وأمسك عن الكلام معجبا.

قالت :يا أبي إلى متى نبقي مستمرين في المنازل ؟ إن الدنيا ومن فيها تسجن بالفيروس المستجد الذي يقبّل قاصيها ودانيها وأما رأيت عطيسة صغيرة تسبب للهروب بعيدا؟  وأما رأيت أعينا لم تزل تسيل دموعها، وأذرعا تمتد الى باريها وقلوبا تبتهل الى ربها و أقدامنا تغادر إلى المنازل على  ساق بلا مواصلات أميالا و بطونا تربط  بالأحجار من الجوع وأصبحت الملاعب والقطارات مستشفيات ثم إن تزايد عدد الإصابات بهذا الوباء  يقل ضحاياها وإن تزايدت ضحايا الإصابات يقل عددها .

ثم توقفت عن الكلام وتعلقت بثوب أبيها رعبا وخوفا على الفيروس الغامض  وأخذت توجه الحديث اليه … قالت ان هذا الفيروس كائن لا يرى بالعين ولا أدري من أين يأتي و هل يدخل الى جسدي ويوهن ويتعب نفسي ويفقد داستي الشم والتذوق حتى يميتني؟ وقالت حزينة إن الأحلام كلها أصبحت سحابة عارضة والكمامات تغطي الوجوه و الأيادي تجمح عن المصاحفة والجثث مطروحة ومدفونة والعالم يحاول السيطرة على هذا الوباء وها تلك الامور تحملني على الرعب والقلق والخفقان.

وبكت رافعة صوتها .

أخذها والدها بالود وقال :  اصبري يا حسنى لان الغم والهم عند البلاء يعجزك وما نزل الداء الا بدواء ان وصل الى كل بلاد العالم وما يعلم جنود ربك الا هو لانه يحيط كل شيء ولا ينتقل العدوى بنفسه الا اذا أذن الله لان بيده كل شيء ومهما كنت قوية النفس ومتفوضة امورك الى الله ومتوكلة عليه ومتخشية بذكه ومستغفرة عن الذنوب ومواظبة على الصلوات الخمسة ومكثرة على صلوات  النبي  فانت في ذمة الله وقضيته ولا تحملي نفسك فيما لا طاقة لك

وأضاف قائلا أن انشغلي عن ألعاب الفيديو وقومي بالقراءة والرياضة واهتمي برعاية قوة حمايتك التي تحفظك من البكتيريا واغسلي يدين بانتظام بماء والصابون وتجنبي لمس عينيك وأنفك وفمك بغير نظافة اليد وسلي الله العافية والصحة . فأصبحت حسنى سعيدة بحديث أبيه و هزت رأسها بالسرور ثم تقفزت قفز الأرنب. وعادته إلى طبيعتها من القلق والرعب.

المقامة الانتخابية

عبد الحفيظ الندوي

حدثني أبو سحبان مرة وهو يتكلم معي في فناء داره وسألته عن السياسة
فعجب وغضب فأجاب :
بُنَيَّ إنها اللعنة ولا تقربوها وإنها الفتنة واحتذروها
وسألته كيف تكون اللعنة والفتنة يا هذا؟
وقال إنها حظيرة الخنازير ومن دخلها تخنزر
ومن أصاب شيئا منها تخنجر وأضاف قائلاً :

لعن الله من ساس يسوس ساسة وسياسة
وكل ساسة سوسة سوسوا الوطن تسوسا

سمعت ما قال وتركت ما في أقوال الناس من قيل وقال
ورجعت إلى داري وجربت في السياسة من رجال وأشبال
ليسوا إلا دمية تباع وتشترى يوما في سوق الخيول والأذيال
يُسكَّنون في الفنادق ذوات النجوم عياذا لما فيهم من وبال

البارحة زرتهم لأجلي أنا وكانوا لا يضحكون
وصلوا بيتي اليوم أمس الانتخاب يضحكون

الضحك فيهم عاد كعادات
في حليب مزج ابتسامات
وقالوا لا تضيعوا الأصوات
جلسوا عندي كببغاوات

العدالة عندهم إلا للبعض
تغيرت بمغزاها معا بالبغض
تم وضعها للعوام كمفضض
كتموا غيظهم في ملابس بيض

أناس مثل الأعداء يعاملون
قبيل انتخابهم يجاملون
في قضايا القوم متساهلون
في مصالحهم هم متطاولون

لهم في كل مكان مشاجرة
يجعلون في كل أمر مفاخرة
يصنعون في كل زمان مناظرة
يرجون في كل شيء مقامرة

ضع يدك على كتفك وامش
كل أحد منهم نمام وواش
إلا من أتى الله بقلب خاش
لا تقرب من مرتش منهم وراش

ذهبنا لإدلاء الصوت يوما
لا أنسى ولن أنساه دوما
رأيت أناسا صالحين وقوما
هم نسانيس ليسوا أقوما

طلعت النتائج،
خرج منهم خوارج
ما لهم من مارج
فاز فيهم كل دارج

قطع كل المتمردين الأكعاب
تبدل الثوار منهم الأحزاب
تغيرت لهم الأسباب
وطرقوا كل باب

تكونت القرويات،
وتشكلت البلديات،
وتنورت المدنيات،
وسمعنا منهم كل آهات

بعد أشهر قلائل
ستأتي كل الخلائل
وتشدو جميع البلابل
وتعمل جل الزلازل

بعكوكة البرية
تجمعوا سوية
لانتخاب الولاية
بدون دراية ورواية

تتقلب الجبهات
تأتي من ست جهات
يثيرون الترهات
يجمعون التبرعات

ينسون العهود
يرفعون الوعود
كماء وطرق وطرود
بعده يصيبهم الجمود

هذا ما جربنا منهم كل آن
يأتون و يفرغون الأواني
بدقيقة من ساعة أو ثواني
توا يغادرون البلاد من المواني

ثم يلجون الأكواخ يطلبون البرلمانا
حتى يرجعوا إلى بيوتهم شبعانا
يتجاهلون ما وعدوا أو نسيانا
يرثون أبناءهم وأحفادهم مليانا

صدقت يا شيخنا أبا سحبان فينا
كل ساسة الدنيا منا وجدناهم لعينا
يعهدون الدنيا ويخربون دينا
إلا من تاب منهم إيماناً ويقينا

هذه المقامة أهديها إلى شيخي الفاضل أبي سحبان الذي كان يتكلم عن السياسة بأسلوب حتى سئم منها طلابه وابتعدوا عنها حذراً من كل ويلاتها وأخطارها

عام عجافٍ بذكرى إنسان

آمال خاطر


يا لبؤس
هذا العام
دموعٌ … وباءٌ
وحسرات
في قاع الخيّباتِ
وأنفاس باتت مخنوقة
طالت وجه السماء
لم تعثر
على جواب شافٍ
لندوب عميقة
ضاعت
تحت الأنقاض
بدنيّا
خرساء … صماء
لا دهشة فيها
ولا أثرُ
والقلب
طاف به المشيب
كصمت البحر
بدموع أقدامٍ
هاربةً …..متهربة
مهربة
تحصد الأجوبة
على أكف ابتلاء
لتنثرها
رمادا
في أعين النهار
تقضم
حنظل الصبر
في الحلق..
مرددة
تبا … تبا
من يعّتقنا
من زنزانة الوجع..؟!
ألا يكفي عيوناً
أصابها رمد الرحيل
حتى شربنا
الندامة
من عام عجافه
وبلغ
السكْرُ مدّاه
فيا ليت
العام الجديد
يهش بعصاه
ذباب اليأس
العابق
بتمائم وجه أمتي
ليّحط
الدمع رحاله
بكأسٍ
من بئر النسيّان
نطرق به
أبواب التمني

لنقول
لذيل العام
وداعاً …. وداعاً
ونبتسم
بذكرى إنسان