يَا دُرَّة الشَّرْق
بَيْرُوت يَا تَوْأَمٌ عَرُوبَة مِصْرَنَا
يَا دُرَّة الشَّرْق الزبيح فداكِ .
لَو مسكِ الْغَدْر المسون بشرقنا
ثَارَت جحافل أَرْضَنَا لثراكِ .
زَئِيرٌ أَسَد الْبَرِّيَّة بالفلاء محزرا
نَمْل الجحور بِالْغَدَاة ثراكِ .
قَد يَغْدُوَا عَشِيَّة ليلةً أَو صُبْحِهَا
فَبَاب عُرَيْنَة مثرثراً إلَّا آكِ .
آثَار أَقْدَم الْأَسْوَد فِى يَوْم الْعُدّى
تُقَص أَفْعَال الرِّجَال غُداكِ .
فقرى عَيْنٍ إنْ أَلَم بِالدِّيَار تَصَدَّع
جرحً نداوى و نصون خطاكِ .
بَيْرُوت يَا قَبْلَه الْعُشَّاق ونَهْجِهَا
يَا فَيْض حبً بالجوى للماكِ .
يَا سِحْرٌ فَاضَ مِنْ الْجِبَالِ فَأَشْرَق
صُبْح الْبَرِّيَّة بِالرُّبَيِّع هواكِ .
أنتِ الْجَمَال والسِّحْر فِيك تَجَمُّلًا
بِوَقْعَة أَوْ دُونَهُ الدَّلَّال حواكِ .
كُسِرَت يَدًا الْغَدْر أَشْعَلْت بسمائك
أنات أيقظت للصباح بهاكِ .
بَيْرُوت يَا أَرْضُ الْعَرُوبَة قَدْ حَوَى
ثراك النَّدَى مَجْدُك وعلاكِ .
نَحْيَا نصون عَلَى مَرِّ الزَّمَان عَرُوبَة ؛
وأنتِ يَا بَيْرُوت دُرَّة بهواكِ .