مذكرات الياسمين المفقودة

 ١٥يناير ٢٠١٩

أيتها الياسمين ظللتُ معكِ طوال مائة وخمسين يوماً  وأنتِ تكتبين مائة وخمسين رسالة  واستطعتُ العثور على تلك المذكرات وهذا لا أعلم أن كان من حسن حظي أم كان قصاء وقدر ولكني أتأثر جداً لحال تلك الياسمين فقد رأيتكِ تتألمين وتذرفين الدموع حارة وكأنكِ كنتِ وردة فاحترقت قبل فوات الأوان وصار رائحتها العطرة مختلطة بالدخان المتصاعد المتفحم وسأضع اليوم بين يد القراء تلك المذكرات لعلهم  بأن الفراق ليس حلاً وإنما يعد مشكلة في حد ذاتها فماذا كانت رسائلكِ أيتها الياسمين .

الرسالة الأولى:
أيتها الياسمين الجميلة والفتاة المازحة كيف حولكِ الحب من فتاة لم تفارق شفتيها الابتسامة إلى فتاة شاردة العبوس ومتعكرة المزاج، الياسمين المرحة أصبح الحزن رفيقها والفرح عدوها هل كنتُ ضحية أم مجني عليها؟ كيف أحببتُ هكذا؟ حتى جرح قلبي بتلك الهيئة ! لا أري سوي انكسار القلب وحسرته أنا الياسمين المحترقة بنيران الهجر والفراق وصرت في معركة ضارية بين قلبي وعقلي، قلبي يريد الرجوع وعقلي يرفض ذلك ولكن ما زال قلبي ناقماً على ما فعلته وشعوري بالندم لا يوصف طال غيابك هذه المرة كثيراً ماذا فعلت أنا؟ حتى أجنى هذا العقاب المؤلم؟!
يتبع….

٢٤يناير ٢٠١٩ رسالة لن تصل

كيف تصبح قصة حب أحدنا كنجمة مضيئة؟ ثم ما تلبث أن تغرب وتحترق ماذا حدث ؟ حتى صارت قصة حبنا هكذا مجرد كلمات على حبر نرويها بدموعنا وآهاتنا ، أن الحب سعادته لا تدوم طويلاً حتى تتبعه الأحزان وكأنهما تعاهدا أما شروق تتبعه سعادة أو غروب ويتبعه احتراق ، ما زلت أؤمن أن القلب الذي أحب من الصعب أن ينسي وهذا ما حدث معي عندما احترقت قصة حبي وصارت رماد أكتب بعدما أصبت باكتئاب حاد الألوان صارت كلها سوداء باهتة تداخل اللون الأسود بالرمادي ، صار كل شيء حولي محترق ومشاعري التي تتصاعد منها دخان العذاب والشعور بالذنب أن بداية قصتي حدثت منذ أن دخل أحدهم حياتي وأصبح بطل قصتي التى لا يمكنني الاستغناء عنها ، يوم بعد يوم بدأنا نقترب من بعضنا يسمعني أجمل كلمات الغزل فكنت أحلق كفراشة في السماء وتهبط على برعم وردة أرجوانية ، لم أتوقع أبداً أن لكل شيء بداية احتراق ونهاية غروب لا يتبعه سوي الموت ، كنت أحبه حباً شديداً ولم أكن أعلم أن ثقتي ستحل محلها خيانة لا أجبر منها بسهولة ، بعدما تطمئن قلبه لاقترابه بدا عجولاً في الرحيل حتى رسائلي التي كان يرد عليها ملهوفاً باتت طي النسيان، لكم حاولت كثيراً أن يرجع ويعطينا فرصة للنجاة بحبنا ولا يضيعه ولكنه اختفي كذرة ملح ذابت في الماء بحثت طويلاً عنه فلم أجده ، وعندها تسلل الاكتئاب كجرثومة قتلتني كرهت الدنيا وكرهت كل شيء وبدأت أشعر بالاحتراق كل شيء يبدو خدعة في هذه الحياة ولهذا فإن أفضل الطرق أن وأكتب كل يوم ذكرياتي التي باتت تجربة مؤلمة كنت كل يوم أرسل رسالة مع سا عي البريد وكانت هذه إحدى تلك الرسائل التي بعثتها إليها من بين ١٥٠ رسالة كتبت في الرسالة( كيف حالك يا عزيزي؟ طال فراقنا هذه المرة ١٥٠ يوم ما زلت أبعث برسائلي مع رجل البريد ما زلت احتفظ بعدد الرسائل  التي كتبتها ١٥٠ رسالة أكتب ولا أجد منك رداً لم أتوقع أن فراقنا هكذا سيطول وأنك عند أول مشكلة تحدث معنا تنقطع هكذا أخبارك عني مازال قلبي ناقماً على ما فعلته وشعوري بالندم لا يوصف ما زلت حبيبتك ياسمين  هل ما زلت ساخطاً علىّ ، حاول الرجوع فقط وأنا أقسم لك لن أحاول فراقك  ثانية.

  ٣٠ يناير ٢٠١٩ 

مرحباً بك يا ساكن قلبي وقاهره كيف لك أن تكون بهذه القسوة؟!  الكثير من الرسائل التي بعثتها إليك ولم تجبيني يالك من محظوظ تعيش حياتك في رغد وأعيش في غياب الجب ، أتعلم ما سوء حظي أنني ما زلت أتذكرك برغم هذا الفراق قل لي كيف يمكنني أن أنسي تلك الذكريات والأيام ، أتذكر جيداً عندما تقابلنا أول مرة وكنا لا نعير لبعضنا انتباهاً ولكن حينما دق قلبي بسرعة علمت أنني قد وقعت أسيرة في حبك بربك يا صاحب القامة الطويلة كيف لك أن تتركني كل هذه الأيام وحيدة يأكلني الانتظار والحيرة بين البقاء بجوارك أو الذهاب بدون رجعة كل ساعي البريد يبدو على وجهه الضجر عندما يراني انتظره على أول الطريق وبيدي تلك الرسالة التى أعطيها تلو الأخري وعندما أهرول له على أمل أن يعطني ورقة مطوية تكون منك يتملكني الحزن بشدة فأن ساعي البريد يمد يده ليأخذ منى الرسالة ويحيني بهزة رأس منه وقد بدا على وجهه الجزع والضجر ثم أذهب نحو البيت وأدخل غرفتي في صمت مطبق وعيوني تنهمر بالدموع دخلت علىّ أمي والابتسامة تشع على شفتيها وقالت لي كلمة شعرت كأنها صاعقة قد وقعت على قلبي قبل سمعي وقد قالت ” ياسمين  أتي اليوم أحدهم لخطبتك ” شعرت كأن الدنيا ثقيلة وقلبي أثقل شيء في جسدي كان شعوري في تلك اللحظة أنني ما زلت وافية لعهدي ولكن هل ما زلت وافياً بعهدك؟ أجبني فأجابتك تحدد مصير كلانا أم أن نظل طوال الحياة حتى نشيب معاً أو تغلبني التجاعيد مع رجل غيرك مازال قلبي ينبض باسمك وعقلي يقول لي غير ذلك انتظر ردك بفارغ الصبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *