اليوم الثاني للنكبة
شاعر الجنوب أحمد عزيز الدين أحمد
أتراني أرحل في صمتٍ خلف الأنواء
طفلاً عابثا أو باحثا عن حب الذات
لا لن أرحل وقيود الذل علي الأرجاء
للقلب القابع بمواطن والجسد خواء
سأضل أدافع وأكافح في ليل جفاء
لا لن تتكسر يا وطني قطعاً أشلاء
بالصمت القابع بكهوف الصمت الخرثاء
لا تخشى العزلة يا وطني فاليوم نداء
وغداً تتشابك أرجائي لصراع الداء
ضربوك وقالوا يا وطني ضربك زلزال
والوهن القابع على أرضك بأيدي جراء
واليوم الرقة تستصرخ والعدم فناء
شريان النيل يتدفق بجسور هواء
لتحمي الرقة ودمشق وكل الإنحاء
والضاد المشتركة تعوي وصداها غذاء
لكن الوطن الممتد لأقصى كالريح هباء
لا تسمع إلا حشرجة وصفير عواء
أعلم يا وطني بأن رحى الأيام تدور
وتقتل فينا نداء العزة بـ يا غوثاء
أطفال دمشق تستصرخ بدون كساء
تحت الأنقاض مسربلة قطعاً أشلاء
أه يا وطني ممتداً والدمع حبيس دماء
أكتب في ليالي نكبتنا والليل جفاء
رسالة في اليوم الثاني لحلب العفراء
طرابلس وبغداد تدمي ودمشق فضاء
صنعاء تحجبها أتربة فوق الأغواء
وحجاب العزة محبوس بدوى حراء
تتلوه العرب بأبنية والذكر كتاب بناء
فمتي تتوحد أمتنا في أرض بلاء
ترتجف الأرض بأقدماً كانت شهباء
للسيف النائم بالغمدِ لصهيل وفاء