ماذا أبقى المطر ليقول للشمس ؟
عبد الحفيظ الندوي
اقتباس نسمعه من الخطباء ” كلما يشيب ابن آدم يشب منه اثنان” أتذكر صاحبي كاتب الغزليات الأستاذ عبد الله السلمي الذي أصفه الشائب الشاب ولم أجد مثله من يذكرنا بأيام مراهقتنا من إرهاق أوصلناه إلى أوصيائنا وتعب عانوه من أجلنا ….
خواطر حلت في عاطفي عندما فرغت من قراءة ديوان شعر الشاعر الشايب الشاب الشبيب السلمي الذي له دواوين شعرية عدة أخرى وأهداني قبل أسبوع نسخة من إنتاجه المؤخر “رسالة المطر إلى الشمس ” ولا يشبه الشاعر نفسه مطرا غزيراً يعشق الشمس الغائبة عنه دوماً ولكنها يصور سناها أحب إليه من نفسه يرجو أن يلقاها ولو يوماً ولكنها تختفي من وراء الغيوم الداكنة عندما ترى احتمال نزوله ولو بقطرة مع حبه للشمس أغشاه من كل حب حوله يرجو ليقبل فاها ويرى “سناها” ويعجبه أن يستقبل متحيرًا بلقيسه قِبلتَه التى يستقبل إليها ليل نهار بباقات زهر وفؤادٍ متفقد
ويرى ثغر كلامها سحرا كله عندما نطقت وعمدت إلى صمت أحزنه وألقاه في غيابة جب حبها الشديد رائيا الأحلام يضيع غرامه إلا أنها لا تدمع عيونها ويحيل من سعادته ويلوم الوقت قائلاً: إلام الانتظار إلام وهذه النياحة الكبرى علام؟
ويقضي المطر مشتاقا وناظرا ومنتظرا ولو رشاشة يتجرع آهات عاشق الشمس ويتمنى وصلها والوصول إليها مع أن روحه تهرب عندما يرى سنا سمائها من الأفق أو زهرا في البستان بدا نازلا ويذوب في حبها شوقا
٩٣ شعرا أتى به الشاعر الكبير الأستاذ عبدالله محمد السلمي في كتاب أقل من ١٠٠ صفحة يكون متعة لمن يتمتع بالتغزل والخيال الأدبي وأقترح على الشباب المتعرب قراءة ديوان الشاعر “رسالة المطر إلى الشمس ” الذي نشرته أكاديمية التميز بالهند وعلى رأسها د. صابر نواس وقدم له أخي الحبيب د.سعيد الرحمن رئيس قسم اللغة العربية بكلية عالية بمدينة كولكتا الهندية
والشكر موصول لكل من كاتب الديوان وناشريه ومقدمه وكل من ساهم بطباعة ونشر هذه المأدبة الشهية