أريدك معي

قبل أن تبوح لأحدهم بكلمة أحبك أسال نفسك قبلها كثيراً ما الذي تحبه فيه؟ هل سوف تتقبله بكل ما فيه أم لا؟ فألم الخذلان لا يُمحيه ألف كلمة اعتذار، والطمأنينة لا تعود مرة أخري مهما حاولت، والامان لا نستطيع أن نهديه لأحد إن ذهب.

– أُريدك معي…

– تُريد من؟ تريد الشخص الماثل أمامك بابتسامته المشرقة، والتفاؤل الذي ينشره هنا وهناك، والسعادة العارمة التي يرسمها ويَذعن بأنها سعادة لم يشوبها حزن يوم، والامل الذي يُبثه في نفوس كل من حوله؛

أم تريد الشخص القابع بداخلي بإخفاقه، وحزنه، واحباطه، والخراب الذي يعتري قلبه وروحه، وفوضوية عقله وتشتيته.

– أُريدك أنتِ كما أنتِ أياً أن كُنتِ أنتِ فأنا أحببتك بعمق وصدق.

– أحقاً تريدني أنا أجبني في بادئ الامر من أحببت؟ الشخص الظاهر، ام الشخص الباطن؛ هل أحببت الروح الذي أصدرها للجميع، أم أحببتني أنا بكل ما في من محاسن وعيوب، أم أنها شعارات ولهفة البدايات وفضول معرفة من أكون أحقاً أنا من الداخل كما هو ظاهر في الخارج؛ وبعدما تشبع فضولك وتنهل من قلبي ما بقي منه لإعطاء الاخرين تترك يدي في منتصف الطريق نحو الهاوية لا أنا قادرة على المكوث ولا بقدماي تحملني لتكلمة الطريق.

– أُريدك بكل ما في داخلك من حروب سوف أخوض معك كل تلك الحروب، وأُثمر صحراء قلبك؛ أعدك أن أكون لكِ صديق قبل أن أكون حبيب، أُعطيكِ الامان والحنان والدلال فهذا وعدي لكِ أجبيني أنتِ هل تقبلين بي حبيب؟؟

– تذكرني بقصة الرجل مع صدا الصوت وهو يروي إنه..

– بينما أنا شارد الذهن ممدد الساقين على هذا اليخت الرائع في وسط البحر الهادئ، وأنظر إليه من تحت نظارتي ورأسي مُحتمي بقبعة عليها، وأستعد لأغمس جسدي بين مياهُ الصافية؛ أخبر نفسي كم إنني أحب البحر كثيراً أنه حقاً رائع؛ أجد صدا صوت يتردد أحقاً عشقت البحر؟ إذاً دعني أخبرك بشيء أنت فقط أحببته لأنه هادي، لأنك حتماً لا تعرف ما في أعماقه، أنت فقط تنظر إليه وتأتي حينما يكون هادئ، تُشاهد روعة الشروق وجمالها، ولحظة الغروب وبهائها؛ لكن لم تأتي إليه مرة واحدة في الشتاء، ورأيته حينما تثير غضبه الرياح، وتجعله يمتد وتتلاطم أمواجه بشدة، لم تَراه وهو يبتلع السماء وهي مُنشقه بخيوط البرق المخيفة، لم تسمعه وهو يثور حينما ترعد السماء أمامه كي تزيد من حنقه؛ حينها فقط تستطيع أن تقول بأنك تحبه أم لا…

– صدقاً لن أخذلك، ولن أتركك في منتصف الطريق، سوف تكونين البداية ومعك سوف تكون النهاية.

– أخشى أن أُصدقك وتكون أنت القشة الذي كسرت ظهر البعير.