✍ محمد زياد بن عبد السلام (مجمع دار العرفان الإسلامي)

………………………..

بـكـت السماءُ فما الذي يُبكيها؟

ولمَ الدموعُ تسيل في الأجواء؟

والأرض تسأل: لِمَ أرقت مدامعا؟

أوما ترونَ الحزنَ في أحشائي؟

قد مزق النعي الأليم فؤاديا 

ودُفنتُ في أرضٍ بلا أنباءِ

وجهٌ مضى، كنا نراه بشاشةً

قد صار ذكرى بعد طول عناءِ

ففراقُ والدي الحنون لثلمة

أبكي له مرا أحر بكاء

إني وجدت الأمن تحت ظلاله

ورجوت طول حياته برفاءِ

قد ضمّني بالحنو عند طفولتي

في الخطوة الأولى فيا لهنائي!

سهرَ الليالي كي أعيشَ براحة

زرعَ الأمانَ بعزمِهِ وإباءِ

لكنَّ أيامَ الوصالِ تغيرت

والموتُ ينفد حكم كلّ قضاء

يوما صحوت، بحثت عنه فلم أجد

إلا نداءً: ماتَ ضوءُ ضيائي

فصرختُ كالطفلِ الصغيرِ، تأسفا

لمّا أجدْ غيرَ البكا لشفائي

وسمعتُ عن بيتٍ بلا دفءِ الأبٍ

فأعيش مع مرّ الجوى وبلاء

حينا ينادي الصمت “يا ولدي تعال!”

ذا القبر يسكن فيه كل رجائي

يا ربنا ارحم والدي واغفر له

أفرغ له دوما جزيل عطاء