العزلة الافتراضية
لقد أوقعتنا التكنولوجيا في فخ كبير ألا وهو ما يسمي بالواقع الافتراضي، أو مواقع التواصل الاجتماعي وهو على عكس ذلك فهو لص كبير يسرق منا جميع الأوقات السعيدة واللحظات المبهجة ويوقظنا على عزلة مميتة فهو كالمخدر في بأدي الأمر يُعطيك الشعور بالسعادة ثم يبدأ تدريجياً بسلب كل شئ. أصبحنا في عالم غريب ومريب لا نتواصل مع بعضنا البعض إلا من خلاله حتى أصبحنا لا نطمئن على بعضنا البعض ما دامنا نرى الشخص أمامه علامة أون لاين أذاً هو بخير حتى أفراد الأسرة الواحدة أصبحُوا لا يتحدثون بعضهم لبعض ويفضلون المكوث أمام مواقع التواصل الاجتماعي يأخذني العجب حينما أرى أفراد الأسرة الواحدة الجالسون في نفس ذات المنزل لا يتواصلون مع بعضهم إلا من خلال واتساب. أين ذهبت الزيارات العائلية وأين اختفت المناقشات والحوارات الأسرية؟ أصبحنا نستثمر أوقاتنا في وهم اللاشيئ مع من تتحدثون وإلى من تستمعون وبمن تتفاخرون أنه لص كبير يسرق منا أمتع اللحظات تتبع ذاتك حينما تكون في نزهة مع الأصدقاء والأهل تحترص على التقاط الصور بكثرة وبأكثر من وضع أكثر من حرصك على قضاء الوقت بسعادة معهم وجل هذا من أجل إرسالها للسوشيال ميديا في حين إذا التقطت صورة أو اثنين من أجل الذكرى واستمتعت بوقتك مع من تتنزه معهم فهذا هو الاستثمار الحقيقي حينما تستثمر وقتك مع الأهل والأصدقاء المخلصين يكون أفضل من هذه العزلة. بماذا عادت لك هذه الشاشة التي تراقبها طوال الوقت؟ هل أضافت لك عملا صالحا ينفعك بعد مماتك هل أضافت لك أشخاصا حقيقيين يدعون لك ولا ينسوك بعد مماتك لا ؟؟ لماذا أصبح الإنسان إلى هذا الحد الرخيص لا يقيم ذاته إلا بعدد الإعجاب والتعليق وعدد المتابعين وأصدقاء الوهم مع أنه أثمن شيء خلقه الله، أنه وهم يسرق منا أمتع اللحظات ويحرمنا ذوينا ونندم عند وفاتهم ونكتشف بأن لا ذكرى لنا معهم ويبتلى الأطفال بمرض التوحد من كثرة استخدام الهواتف وهناك من تسوء أخلاقهم من خلال قناع يُدعى تواصل اجتماعي مستتر خلفه عزلة افتراضية غير محدودة، أحسنوا استخدامه وأفيقوا من غفلتكم فهو ما إلا وهم وعزلة افتراضية ونحن قدوة لأبنائنا إذا تخلينا عن هواتفنا تخلت أبنائنا عنها .