“الأم” كلمة صغيرة، عظيمة المعنى

كلمة “الأم” – رغم قِصَر حروفها – تختصر في طيّاتها أعظم المعاني وأرقّ المشاعر، هي مرادف للحب، ولفظ لا يمكن أن يُستبدل، وعاطفة تعجز الكلمات عن وصفها وصفًا كاملًا. طباعها مفعمة بالحلم، والصبر، والرحمة، والشفقة. هي سبب وجودنا في هذه الحياة، وأقل ما نقدمه لها هو الدعاء الصادق من القلب.

قال النبي ﷺ: “الجنة تحت أقدام الأمهات”. وفي حديث آخر، سُئل النبي ﷺ: “يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟” قال: “أمك قيل: “ثم من؟” قال: “أمك قيل: “ثم من؟” قال: “أمك” قيل: “ثم من؟” قال: “أبوك. بهذا التكرار، ندرك عظمة مكانة الأم في الإسلام، ومدى استحقاقها للبر والإحسان.

ولم يَغب فضل الأم عن الشعراء، فها هو الشاعر حافظ إبراهيم يقول:

الأم مـدرسةٌ إذا أعـــــــددتها

أعددت شعبًا طيّب الأعراق

وفي عصرنا، يتغنى البعض بالأم بكلمات بسيطة ولكنها عميقة، مثل تغريدة تقول: لو كان بيدي أن أختار وطني، لاخترت قلب أمي؛ هناك أنام مطمئنًا، وأصحو بسلام.” وقد رُوي عن لقمان الحكيم أنه قال لابنه:”ائتني بشيء من الجنة.” فأسرع الابن وعاد بحفنة من تراب، فسأله لقمان: “من أين أتيت بهذا؟” فقال: “من تحت قدمي أمي.”

وجاء في معنى الحديث: “دعوة الوالدة أسرع إجابة“. وتُروى في ذلك قصة معبرة: سأل نبي الله موسى عليه السلام ربه: يا رب، أرني من يكون رفيقي في الجنة؟” فأوحى الله إليه: “يا موسى، أول رجل يمر بك من هذا الطريق، فهو رفيقك في الجنة”. فمرّ به رجل، فتتبعه موسى عليه السلام ليرى ما الذي يفعله هذا الرجل ليستحق مرافقة الأنبياء. فدخل الرجل بيتًا وجلس أمام امرأة عجوز، وبدأ يشوي قطعًا من اللحم، ويطعمها بيده، ويسقيها الماء، ثم خرج. سأله موسى عليه السلام: “من هذه المرأة؟” قال الرجل: “إنها أمي، قال موسى: “وهل تدعو لك؟” قال: “نعم، لا تدعو لي إلا بدعوة واحدة، تقول: اللهم اجعل ابني رفيق موسى بن عمران في الجنة”. فقال له موسى عليه السلام: أبشر، فقد استجاب الله دعاءها، وأنا موسى بن عمران“.

ما أعظم الأم! وما أكرم الله لمن برّ بها!