(قل رب زدني علما)
✍ محمد سنان فاندكاد (قسم اللغة العربية وآدابها، كلية دار العلوم للدعوة الإسلامية، توتا)
حصلت المال فوق العلم جهلا
لعمرك في القضية ما عدلنا
العلم أشرف مطلوب وأجمل موهوب، والعلماء ورثة الأنبياء وسادة الأولياء وقادة الأصفياء، وهو روح المؤانسة وقوت المجالسة وكنز الإفادة وعنوان السعادة، وهو أمين لا يخون وصديق يصون، يقوم الزلل ويسدد الخلل ويطرد الملل ويؤنس الأمل، ويغنيك عن الأرحام والأحباب والأصحاب. مجالس العالمين عبادة، وكلامهم إفادة. العلم في قلوبهم وصدورهم والله يهدي بنورهم، وينزل عليهم الرحمة في قبورهم. هم خلفاء الرسول، وثقات وعدول، لأن العلماء يدركون الحيل، ولا تختلط عليهم السبل، يكشف الله بهم تلبيس إبليس، ويدفع الله بهم كل دجال خسيس. أحياء بعد موتهم، فقدان بعد موجودهم، موجودون بعد فقدانهم.
العلم شرف الدهر ومجد العصر وهو أعلى من المال وأهيب من الرجال وميز بين الحلال والحرام، وبه وصلت الأرحام وحل کل نزاع وخصام، وبه قام صريح الإيمان وارتفع به حسن الإحسان، وبين العبادات وشرح المعاملات، ينسف الشبهات، ويحجب الشعرات، وذو العلم غني بلا تجارة، أمير بلا إمارة.
مات القادات والسادات، وذكرهم قد فات، ولكن ذِكر العلماء يحيا بعد ممات، ومجدهم دون فوات، على ألسنة الخلق، وأقلام الحق، كان أبو حنيفة مولى يبيع بزا، ولكن بعلمه هز الدنيا هزا.
فمن طلبه بحقّ وقدم عليه بصدق فهو مسافر إلى الله ورسوله، تُفتح له أبواب الجنة عند وصوله.