اللغة العربية أقرب اللغات إلى السامية
لم يكن الحديث عن الشرق من حضارته وتجاربه العظيمة في تكوين مادة لغوية تجعل الدارس الى علوم الفقه أو اللسانيات اللغوية بأي لغة ابتدأ هذا الشرق فمن خلال انفتاحه جميع اللغات يحتار المستشرق كما قالت دكتورة نزهة الزبيري:”كل مستشرق هو فقيه لغة”فأي الحضارات والسيمائيات إبتدأ هذا الشرق!.
لعلها ندرك جيدا أن الأسرة اللغوية جاءت كلها من أصوار السريانية ، فالحضارة البابلية والكنعانية والعبرية والأرمية والعربية كانت تحتل في هذا الشرق أواصر وروابط في علاقتها بالسريانية ، والغريب في الأمر أن الدارس لفقه اللغة يجد صعوبة في فهم الفلو لوجيا المشتركة بين اللغة ولهجاتها إلا من خلال التوسع الجغرافي.
فالبابلية جاءت من العراق وهي لغة أهل بابل الذين خسف الله بهم الأرض، والكنعانية لغة آل كنعان وقال بن أحمد الفراهيدي :”ينسب الكنعانيون إلى سام بن نوح، والكنعانية لهم كتابة تشبه اللغة العربية “،والفينيقية والأرمية التي امتدت من مصر مرورا بأرض سيناء ولأن الأرميون كانوا سريع التنقل وكثيرا ما يعبرون البلدان تحولت إلى العبرية وهي لغة اليهود أو كما جاء به المستشرق النمساوي شلو تزر:” إن العبرية هي لغة التوراة والعهد القديم “،وإن العربية الشمالية بلهجاتها الشمالية المتمثلة في حضرموت حمير والجنوبية التي قدمت إلينا من جزيرة العرب.
يحيلنا هذا التنوع الجغرافي للغات الحية منها والمنطقية منها، إلا أن اللغة العربية والعبرية تحتل في الشرق الأدنى عائلة لغوية مكالمة البناء والأفعال والصرف وغير ذلك.
لا يمكن الحديث عن رس سامي إلا بحضور العربية ولايمكن الحديث عن أصل سامي الى بحضور العبرانية هذا التوجه الحاصل بين اللغتين العربية والعبرية كان سهمين عليها نزعة دينية توجهه في أمور سياسية واجتماعية ماتزال مشتركة بين هذين اللغتين ، ورغم اندثار الكنعانية لتحل محلها العربية وهذا ما جاء به صبحي الصالح في كتاب” فقه اللغة “هذا الكتاب الذي عين اللغة العربية أم اللغات وهذا ما قالت تحية عبد العزيز: “إن اللغة العربية هي السامية التي كانوا يطلقونها”.
لا يختلف صبحي الصالح وتحية عبد العزيز في أن العربية قد حافظت على لغة وتعابير وبناء وتركيب وصرف وهو على أنها تعد أكمل اللغات واقاربها الى السامية فقد ذكر ذلك المستشرق النمساوي في كتابه “الأمم الغابرة”:” أن جزيرة العرب المهد الاول للساميين”،فهل الجزيرة العربية كانت تدرك بأن لغته هي لغة سامية؟.
لقد كان اسماعيل أول من تحدث العربية عبر مصاهرته بشاعر جاهلي، وقد ذكر ذلك مستشرق وباحثين جلهم من فقه اللغة إلا أن قبائل الجزيرة العربية كانت في حالة صراع وحروب فلم يعد الفارسية أي وجود ولم تعد للكلادينية متواجدة لربما يجعلنا نمشي وراء كلام فقاه اللغة واللغوبين الدارسين للعربية بان العربية هي لغة سامية الأصل مع بعض الاختلال المتواجد فيه.
وعلى الرغم من إختلاف المستشرقين فإننا نفتح بابا مفتوحا على كل ماجاء في المقال، أن اللغة العربية إبتدأ منها هذا الشرق وأن العبرية تحاول أن تحذو حذوها.