الله أمركم بعمارة الأرض والشيطان يعدكم الفقر
بقلم بسمة الجوخى
ما يحدث في وقتنا الحالى من أزمة اقتصادية ليس بشئ غريب لأننا بعدنا كل البعد عن تطبيق النظام الاقتصادى الإسلامى. فالنظام الرأسمالى ما هو إلا نظام شيطانى يعد بالفقر فهذا النظام نشأ على أنقاض النظام الإقطاعى فى بيئة علمانية فصلت الدين عن الدولة مثل فصل جزء مهم من الجسد فهذا النظام قتل الضعيف وامتص دماؤه وسرق ثروات البلاد وجعل العالم أشبه بغابة ؛والذين يطبقون هذا النظام يسمعون كلام الشيطان فهو من يعد بالفقر فهم يريدون التخلص من معظم العنصر البشرى فهم أصحاب نظرية الندرة النسبية للموارد الاقتصادية ؛فكرة أن الموارد نادرة نسبيا ولا تكفى لإشباع الحاجات الاقتصادية؛ وهذه نظرية خاطئة لا محالة ونظرية شيطانية فهذا الفكرة غير موجودة فى الدين الإسلامى وتخالف الشرع فهذه الفكرة يدندن بها دائما الكيان الغربى فهل يعقل أن الله سبحانه وتعالى يخلق البشر ولا يوجد ما يكفيها من موارد؛ وقد أمرنا الله تعالى أن نمشى فى مناكب الأرض وأمرنا بعمارة الأرض والبحث عن الموارد واستغلالها على أكمل وجه .
والله سبحانه وتعالى خلق لنا الطبيعة فهى الموارد والقوى التى نستطيع أن نتحصل عليها بدون تحكم من أحد فهى هبة من الله لنا فكيف نرضى بتدخل اتباع الشيطان فى ذلك؟! ففى الوقت الذى حث الإسلام فيه على إتقان العمل وتحسينه واستغلال الموارد وتوزيعها بما يرضى الله لتحقيق العدالة الاجتماعية وفى الوقت الذى حث فيه الإسلام تنمية الموارد الطبيعية واستخدامها بالأساليب المفيدة والمحافظة على المال وتوظيفه وفقا للشريعة؛ فمعروف فى الإسلام أن الإنتاج عصب الحياة وأساس لتعمير الحياة فهو يعين الإنسان على عبادة الله وتلبية احتياجاته.
والمال فى المجتمع المسلم خادم له فهو وسيلة ومعين على حوادث الزمن وزينة الحياة. فكيف تدندن معظم الدول العربية بلسان النظام الرأسمالى وتوافق على نظرية ندرة الموارد ؟! فهم يأخدون المال غاية لدمار الحياة البشرية. لماذا لم تتعامل الدول العربية بنظام الدين الإسلامى ديننا الحنيف بدلا من صناديق الخراب الدولى وما هى إلا صناديق شيطانية تخالف الشرع فكيف نطلب أن الله يزيح علينا غمة ارتفاع الأسعار وهم يحاربون الله وحاشاه ؟!
فمن المعروف أن العمل فى أى مؤسسة مالية إسلامية قائم على البنود المطابقة للشريعة الإسلامية وهى قواعد أمر الله بها وبالتالى التعامل بالفائدة الربوية تجلب الخراب وهذا شرعا محرم ومردود العائد لابد أن يقوم بنظام العمل والمشاركة والربح والخسارة وليس بدائن ومدين وأيضا بالاستفادة من الموارد والمال وكل عناصر الإنتاج لسد احتياجات البشر فى جميع المجالات فلماذا نترك الكيان الغربى الرأسمالى الشيطانى يتحكم بنا ؟!
ينبغى التخلى عن النظام الرأسمالى ( نظام الخراب ) ولابد للعمل بالأيدى وبالإكتفاء الذاتى فحين سئل الرسول صل الله عليه وسلم) عن أطيب الكسب فقال ( عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور) فقد اشتغل الرسول صل الله عليه وسلم) بالتجارة وعمل بالرعى أجيرا وزرع النخيل بيده الشريفة ولم يرضى ابدا أن يكفية أحد شأن من شؤونه. فلماذا نحن نعتمد على غيرنا فى حين أننا نملك موارد نحسد عليها ونملك عقول نابغة ونملك أيدى عاملة ونملك المال؛ فينبغى أن لا ننتظر أى أراء أو تدخل من الغرب فالنظام الاقتصادى الذى وضعه الله لنا فى الشريعة الإسلامية كفى ووفى.
وقبل ٢٥ يناير كان ممنوع بأوامر الكيان البجح الصهيونية الشيطانية أن يتم زراعة أشجار مثمرة بل زراعة أشجار الزينة فقط وحكومة اتباع الصهيونية وافقت ونفذت الأوامر مثل العبيد فهم ينفذون بدم بارد. أما الآن فيوجد أشجار مثمرة تمت زراعتها وأصبحنا نزرع بالفعل؛ ولكن إلى الآن لم نصل إلى الاكتفاء الذاتي فلماذا تأثرنا بهذه الطريقة المؤسفة من الأزمة الاقتصادية العالمية ؟ فمن ضمن الأسباب هى الهجوم الذى أصبح علنا على مصر والحرب التى أصبحب مكشوفة على الدين الإسلامى ومن ضمن الأسباب أيضا القروض لأنها ليست من قواعد الشريعة الإسلامية فرؤية الإسلام للمشكلة الاقتصادية تكون من خلال رؤية المشكلة نفسها والمشكلة لا تكون فى نقص الموارد أو بخل الطبيعة مثل ما يغنى به النظام الشيطانى الرأسمالى؛ فالله سبحانه وتعالى سخر الموارد وهى تحت طلب الإنسان متى طلبها وأراد استغلالها استغلال صحيح فيجد حاجته ؛ولكن قدرة الفرد الواحد لا تمكنه من الحصول على الكفاية لذلك لابد من العمل الجماعى منظم ومحكم ليصبح الإنتاج كافى للمجتمع؛ والإدارة والتنظيم هى حلقة الوصل بين كل عناصر الإنتاج التى وهبها الله لنا سواء الأرض التى بها موارد يستطيع الإنسان أن يتحصل عليها بدون مجهود كبير ويوجد العنصر البشرى الذى لابد أن يعمل فهو أساسى فى حل المشكلة ويوجد المال الذى لابد وضع حد لعدم سرقته من الخونة وعدم استغلاله فى المحرمات أو إهداره بلا منفعة ويوجد آلات وسائل كثيرة مع المال لاستغلالها بصورة تحل هذه الأزمة ؛فالإدارة ينبغى أن تكون قائمة على تحسين استغلال جميع هذه العناصر لتحقيق الأهداف المنشودة وتحقيق العدالة الاجتماعية ولكفاية الفرد لجميع متطلباته وكفاية المجتمع بضمان جودة انتاج وتوزيع للموارد بما يرضى الله وفق الشريعة الإسلامية والمنهج الذى حبانا به الله عز وجل .
والرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس فعل كثير من هذه الأشياء ولكنه وقع فى أكبر خطأ أوقعه فيه النظام السابق بسبب سرقة مصر مع الصهيونية وهى القروض؛ وما هى إلا شروط لدمار اقتصاد البلاد وإهدار للمال وقبل كل ذلك والأهم فهى حرب مع الله فلنا أن نتخيل ما يمكن حدوثه! إذا ظلت هذه القروض تدخل مصر، فينبغى على الرئيس عبد الفتاح السيسى أن يسير فى طريقه للاكتفاء الذاتى وفى التطوير ولكن يتخلى عن القروض تماما لأنها حرب مع الله وخطة مكحمة لدمار اقتصاد مصر ؛وينبغى على الحكومة السير بالشريعة الإسلامية فى الإدارة والتنظيم لتحقيق الأهداف المنشودة لتحقيق الإكتفاء والعدالة الاجتماعية.
فالكيان الصهيونى صاحب فكر الرأسمالية كيان جبان لا يجب أن نتركه يتحكم أكثر من ذلك فلابد من وقفة حاسمه لهذا الكيان الشيطانى الضعيف. وكما قلت أن الإسلام ينظر إلى المشكلة الاقتصادية من خلال رؤية المشكلة نفسها ويرى أنها بسبب ظلم الإنسان لنفسه بكفرانه بالنعم التى وهبها الله له ؛وتتجسد المشكلة الاقتصادية فى الاسلام فى سوء التوزيع وفى إهمال الإنسان لاستثمار الطبيعة وموقفه السلبى تجاهها ؛فمحرم علينا تصديق نظرية الندرة النسبية للموارد وحرام شرعا من يأخد هذه النظرية منهج يسير عليه ؛فهو كفران بنعمة الله وكفران بوعده وكلامه فلا يوجد شئ يسمى نظرية الندرة النسبية فى الإسلام ولا فى كتاب الله بالعكس تماما فقال الله تعالى فى كتابه الكريم ( الله الذى خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم .
( هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور. وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)
فهذه الأيات كافية بما وعد الله به الإنسان من تسخير كل شئ للإنسان بإرادة الله؛ فينبغى أن لا يكون الإنسان ظالم لنفسه كافر بنعمة الله؛ يصدق ما تغنى به الرأسمالية وعلى الحكومة أن لا تسمع كلامهم الذى هو كلام الشيطان الذى يعد بالفقر. فينبغى استخدام القدرات التى أودعها الله فى الإنسان لاستغلال الموارد التى أودعها الله فى الأرض ؛للإنتاج الذى يوفر احتياجات الإنسان فالنظام الاقتصادى فى الإسلام شامل فهو منظومة محكمة وضعها الله لصالح الإنسان وينبغى التعامل فى الأزمة الاقتصادية وفق أسس ومبادئ إسلامية مع الإستفادة فقط من أى جوانب إيجابية فى النظريات المختلفة وفقا للنظرة الإسلامية ؛وعلى الفرد والحكومة أن لا تكرر كلام نقص الموارد أو بأن العالم يدخل على مرحلة صعبة بسبب نقص الموارد فهذه نظرية شيطانية ومحرمة ونظرة سلبية وموقف سلبى لا يمد للدين الإسلامى بصلة .
فالسير بالنظام الاقتصادى الإسلامى مع الأخذ بالإيجابيات من النظريات المختلفة فى مواكبة ما يحدث فى عصرنا الحالى وفقا للنظرة الإسلامية فهذا هو الحل للمشكلة الاقتصادية التى نواجهها الآن …